الخميس 30 أكتوبر 2025 11:40 مـ 8 جمادى أول 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

القطاع المصرفي السعودي يسجل أرباحاً قياسية في الربع الثالث من 2025

الخميس 30 أكتوبر 2025 12:57 مـ 8 جمادى أول 1447 هـ
القطاع المصرفي السعودي
القطاع المصرفي السعودي

واصل القطاع المصرفي السعودي أداءه القوي خلال الربع الثالث من عام 2025، محققاً أعلى أرباح فصلية في تاريخه، ما يعكس متانة البنية المالية والمصرفية للمملكة وقدرتها على تحقيق النمو رغم التحديات العالمية.

ووفقاً للبيانات المالية المجمعة للبنوك المدرجة، بلغ إجمالي صافي الأرباح نحو 6.3 مليار دولار (23.62 مليار ريال)، بنمو سنوي نسبته 15% مقارنةً بالربع المماثل من عام 2024 الذي سجل 5.5 مليار دولار، بزيادة تقارب 800 مليون دولار (3.097 مليار ريال).

عشرة بنوك تساهم في الأداء التاريخي

شمل هذا النمو الإيجابي جميع المصارف العشرة المدرجة في السوق السعودية، وهي:
البنك الأهلي السعودي، مصرف الراجحي، بنك الرياض، البنك السعودي الأول، البنك السعودي الفرنسي، البنك العربي الوطني، مصرف الإنماء، بنك البلاد، البنك السعودي للاستثمار، وبنك الجزيرة.

«الأهلي» و«الراجحي» في صدارة الأرباح

تصدر البنك الأهلي السعودي قائمة البنوك من حيث حجم الأرباح بصافي بلغ 6.47 مليار ريال بنمو قدره 20.55%، فيما جاء مصرف الراجحي في المركز الثاني من حيث صافي الأرباح، لكنه حقق أعلى نسبة نمو بين البنوك المدرجة بلغت 24.63%، مسجلاً أكثر من 6.36 مليار ريال.

أما بنك الرياض فحل ثالثاً بأرباح بلغت 2.68 مليار ريال، بنمو محدود قدره 1.25%.

أرباح تراكمية عند أعلى مستوى تاريخي

على صعيد الأداء التراكمي، واصلت البنوك السعودية تحقيق نتائج استثنائية خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025، حيث ارتفعت الأرباح بنسبة 17.31% لتصل إلى 18.4 مليار دولار (68.86 مليار ريال)، مقارنة بـ 15.7 مليار دولار في الفترة المماثلة من عام 2024.

خمسة عوامل وراء الطفرة المصرفية

يرى الدكتور سليمان آل حميد الخالدي، محلل الأسواق المالية وعضو جمعية الاقتصاد السعودية، أن الأداء التاريخي للبنوك السعودية يعود إلى خمسة أسباب رئيسية:

  1. نمو الإقراض: ارتفاع الطلب على التمويل العقاري وتمويل الشركات والمشروعات الكبرى ضمن «رؤية السعودية 2030».

  2. تحسن جودة الأصول: انخفاض معدلات التعثر وزيادة نسب السداد بفضل الاستقرار الاقتصادي ووفرة السيولة.

  3. التحول الرقمي: رفع الكفاءة التشغيلية وتقليل التكاليف عبر الخدمات الرقمية.

  4. نمو الدخل غير التشغيلي: زيادة العمولات ورسوم الخدمات والعوائد الاستثمارية، مدعومة بالبيئة الاقتصادية المتنامية.

  5. ارتفاع أسعار الفائدة: ما أدى إلى توسيع هامش صافي الدخل من الفوائد وتحسين العائدات.

توقعات باستمرار الأداء القوي في الربع الرابع

يتوقع الخالدي أن يواصل القطاع المصرفي السعودي أداءه القوي خلال الربع الرابع من العام الجاري، مدفوعاً بارتفاع النشاط الاستثماري والمشروعات العملاقة وزيادة التدفقات الأجنبية.

وأشار إلى أن إجمالي أرباح البنوك قد يتراوح بين 90 و94 مليار ريال بنهاية 2025، لتسجل أعلى أرباح سنوية في تاريخ القطاع، متوقعاً استمرار تفوق البنك الأهلي ومصرف الراجحي في صدارة النتائج.

مرونة استثنائية رغم التحديات العالمية

من جانبه، وصف محمد حمدي عمر، المحلل الاقتصادي والرئيس التنفيذي لشركة جي وورلد للدراسات، نتائج البنوك السعودية بأنها "تعكس قوة القطاع المصرفي ومرونته في مواجهة التحديات الاقتصادية الإقليمية والعالمية".

وأوضح أن النمو في الأرباح يرجع إلى عدة عوامل، أبرزها:

  • ارتفاع معدلات الفائدة التي وسعت هوامش صافي الدخل.

  • نمو التمويل في قطاعي الأفراد والشركات، خصوصاً بدعم مبادرات الرهن العقاري.

  • التحول الرقمي الذي رفع الكفاءة وسرّع الخدمات.

  • تحسن جودة الأصول وانخفاض نسب التعثر.

  • الإدارة الفعالة للسيولة والاستثمارات ذات العوائد المستقرة.

نظرة مستقبلية متوازنة

توقع عمر استمرار النمو في أرباح البنوك السعودية خلال الفترة المقبلة، وإن كان بوتيرة أبطأ، مشيراً إلى احتمال مواجهة بعض التحديات مثل تشبع سوق التمويل السكني وزيادة المنافسة الرقمية، إلى جانب تأثير تغيرات أسعار الفائدة على هوامش الربحية.

وأكد أن إدارة المخاطر الائتمانية ستظل عنصراً حاسماً للحفاظ على قوة القطاع، متوقعاً أن تبقى البنوك السعودية في موقع متقدم على المستوى الإقليمي بفضل الدعم المحلي القوي واستراتيجيات النمو المتوازنة.

هذا الخبر برعاية