تراجع الأسهم الأوروبية مع استمرار المخاوف من تقييمات التكنولوجيا
شهدت الأسهم الأوروبية تراجعًا ملحوظًا في أسبوع اتسم بتفادي المخاطر من قبل المستثمرين، في ظل اضطراب الأسواق المالية العالمية نتيجة للمخاوف بشأن التقييمات المرتفعة لأسهم التكنولوجيا، بالإضافة إلى التوقعات غير المؤكدة بشأن السياسة النقدية الأمريكية.
تراجع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي
انخفض مؤشر ستوكس أوروبا 600 بنسبة 1% في الساعة 8:18 صباحًا بتوقيت لندن، ليحقق بذلك أكبر انخفاض أسبوعي له منذ أبريل الماضي. وتصدر قطاعا التعدين والتكنولوجيا قائمة القطاعات الأكثر تراجعًا، حيث سجل المؤشر خسائر كبيرة في أعقاب الانخفاض الحاد في الأسواق العالمية.
أسهم الشركات الكبرى تتعرض لضغوط
وكان من أبرز الأسهم التي تعرضت لخسائر ملحوظة سهم شركة سيمنز للطاقة، الذي انخفض بنسبة 6.9%، على الرغم من إعلان الشركة عن أكبر عملية إعادة شراء لأسهمها في تاريخها. كما سجل سهم شركة ASML Holding NA، أحد أبرز الرابحين في المؤشر هذا العام، انخفاضًا بنسبة 4.2%، حيث قام المستثمرون بجني الأرباح من بعض أكبر الأسهم الرابحة في 2025.
الأسواق الأمريكية تشهد تراجعًا حادًا أيضًا
من جهة أخرى، شهدت الأسواق الأمريكية تقلبات حادة، حيث سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أكبر تراجع يومي له منذ ذروة أزمة الرسوم الجمركية في أبريل الماضي. ويعود هذا التراجع إلى القلق المتزايد بشأن التقييمات المبالغ فيها، خاصة بعد الإعلان عن تقرير أرباح شركة إنفيديا، ما دفع السوق للبحث عن تفسيرات لتلك الخسائر.
وتفاقمت هذه المخاوف نتيجة لتقرير الوظائف المتباين في الولايات المتحدة، مما جعل المشاركين في السوق يعيدون النظر في إمكانية قيام الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة في المستقبل القريب. كما أشار محللون إلى أن هذا التراجع يمكن أن يكون بمثابة تصحيح طبيعي في الأسواق، مع توقعات بأن تشهد الأسواق الأمريكية انتعاشًا تدريجيًا مع نهاية العام.
ردود فعل متباينة حول مستقبل الأسواق
وفي تعليق له على الوضع الراهن، قال أولريش أوربان، رئيس قسم استراتيجيات وأبحاث الأصول المتعددة في بيرينبرغ، إن التراجع الذي تشهده الأسواق حاليًا قد يُعتبر "تصحيحًا إيجابيًا" قد يستمر حتى بداية الأسبوع المقبل، خاصة في ظل تصحيح الأوضاع في الصناديق المنهجية التي قد تخفض المخاطر لديها. وأضاف أوربان أن الأسواق قد تشهد انتعاشًا مع قرب نهاية العام.
أما جييرمو هيرنانديز سامبيري، رئيس التداول في شركة إم.بي.إم.بي.إم لإدارة الأصول، فقد أشار إلى أن الشكوك بشأن سوق العمل الأمريكي تتزايد في ضوء نقص البيانات، بسبب إغلاق الحكومة الأمريكية الذي تسبب في تأخير نشر بعض الإحصائيات الهامة. ولفت إلى أن أي رد فعل سريع من قبل الاحتياطي الفيدرالي قد يساهم في زيادة التقلبات في الأسواق.
التوقعات المستقبلية للأسواق الأوروبية
أضافت الأسواق الأوروبية ضغوطًا إضافية على المستثمرين، حيث انخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنحو 5% عن أعلى مستوى سجله في الأسبوع الماضي، وهو ما يعكس حالة من الحذر التي تسود الأسواق. وتوقع بعض المستثمرين استمرار موجة الانخفاضات في الأسواق الأوروبية حتى تتضح الرؤية حول السياسة النقدية الأمريكية في الاجتماع المقبل للاحتياطي الفيدرالي.
وفي هذا السياق، قال روري ماكفيرسون، كبير مسؤولي الاستثمار في ماغنوس فاينانشال ديسكريشناري مانجمنت، إن موجة البيع التي تشهدها الأسواق هي "موجة منطقية بعد ارتفاع أسهم التكنولوجيا بشكل كبير هذا العام". وأوضح أن هذه الموجة قد تتفاقم أكثر في المستقبل، حيث لم تصل الأسواق بعد إلى ذروة البيع، وستكون توقعات سياسة الفائدة التي سيعلن عنها الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه القادم حاسمة بالنسبة لمستقبل الأسواق.












