أسواق النفط تتقلب بين ضغوط الفائض وترقب البيانات الأمريكية
شهدت أسواق النفط العالمية حالة من التذبذب الواضح، مع تراجع أسعار الخام تحت تأثير مخاوف متزايدة من فائض المعروض وتداعيات التوترات الجيوسياسية. وسجّل خام برنت 62.56 دولارًا للبرميل، بينما بلغ خام غرب تكساس الوسيط 58.03 دولارًا.
وجاء هذا الهبوط بعد مكاسب محدودة حققتها الأسعار في الأسبوع الماضي، في ظل استمرار القلق من أن مستويات الإنتاج العالمية المرتفعة قد تتجاوز الطلب، خصوصًا مع زيادة بعض دول «أوبك+» لإمداداتها، الأمر الذي يعزز الضغوط على السوق في المدى القريب.
وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، شهدت الأسواق تحركات نشطة من المضاربين مع ترقب صدور بيانات المخزونات الأميركية. وتشير تقديرات أولية إلى أن ارتفاع المخزون قد يدفع الأسعار نحو مزيد من التراجع، بينما يمكن لأي انخفاض مفاجئ أن يدعم ارتفاعًا محدودًا.
وعلى الصعيد الجيوسياسي، تواصل الولايات المتحدة ودول أوروبية مساعيها لدعم مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا، وسط توقعات بأن أي تقدم في هذا الملف قد ينعكس بزيادة المعروض العالمي، ما يضيف عاملًا جديدًا يحد من التفاؤل في السوق.
ويرى محللون اقتصاديون أن حالة الحذر تهيمن على معنويات المستثمرين، في ظل قوة الدولار وعدم وضوح مسار سياسات خفض الفائدة لدى البنوك المركزية الكبرى، وهو ما يؤثر في الإقبال على الأصول ذات المخاطر، بما فيها النفط.
وفي جانب الإنتاج، تواصل بعض الدول ضخ المزيد من الإمدادات لتعويض أي نقص محتمل، بينما يراقب المستثمرون عن كثب بيانات الاستهلاك وتطورات الطلب في آسيا وأوروبا. وتُبقي هذه العوامل السوق عرضة لتقلبات مرتقبة خلال الأسابيع المقبلة، مع استمرار التفاعل بين فائض المعروض وتوقعات الطلب العالمي.
ورغم التراجع الطفيف في الأسعار، لا تزال الأسواق تتحرك بين ضغوط الإمدادات المرتفعة وآمال تعافٍ تدريجي للطلب، في انتظار أي تطورات سياسية أو اقتصادية قد تعيد رسم مسار الأسعار قريبًا.












