الإثنين 8 ديسمبر 2025 04:24 صـ 17 جمادى آخر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

الأسواق الصينية تستعيد بريقها.. ورهان المؤسسات الكبرى يمتد إلى 2026

الأحد 7 ديسمبر 2025 06:27 مـ 16 جمادى آخر 1447 هـ
الأسواق الصينية
الأسواق الصينية

عادت الأسهم الصينية إلى دائرة اهتمام كبار مديري الأموال العالميين بعد عام استثنائي من الأداء القوي، لتتحول من سوق كانت محاطة بالشكوك إلى واحدة من أبرز الرهانات الاستثمارية لعام 2026.

ويأتي هذا التحول مدعوماً بقفزة قوية في المؤشرات، وزخم متزايد في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي.

رالي قوي يضيف 2.4 تريليون دولار للقيمة السوقية

سجل مؤشر إم إس سي آي الصين ارتفاعاً بنحو 30% منذ بداية العام، متفوقاً على أداء مؤشر "إس آند بي 500" بأكبر فارق منذ عام 2017، وهو ما أضاف قرابة 2.4 تريليون دولار إلى القيمة السوقية للأسهم الصينية.

ويرى مديرو أصول في مؤسسات كبرى مثل:

"أموندي"

"بي إن بي باريبا لإدارة الأصول"

"فيديليتي إنترناشونال"

"مان غروب"

أن هذا الزخم مرشح للاستمرار خلال عام 2026، فيما قام بنك "جيه بي مورغان" برفع تصنيفه للسوق الصينية إلى "زيادة الوزن" ضمن المحافظ الاستثمارية.

تحوّل في نظرة المستثمرين: من الحذر إلى البحث عن القيمة

بعد سنوات من التخوف بسبب تباطؤ الاقتصاد الصيني والتشديد التنظيمي على القطاع الخاص، بدأت ثقة المستثمرين تعود تدريجياً، مدفوعة بتقدم الصين في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي.

وقال مدير محفظة في "فيديليتي إنترناشونال" إن السوق تجاوزت المرحلة الأصعب، وبات المستثمرون ينظرون إلى الصين كوجهة توفر تنوعاً استثمارياً وابتكاراً عالي القيمة، مع وجود فرص للشراء عند التراجعات.

عودة التدفقات الأجنبية بعد عام من الخروج

أظهرت بيانات "مورغان ستانلي" أن صناديق الاستثمار الأجنبية طويلة الأجل اشترت أسهماً في البر الرئيسي وهونغ كونغ بقيمة تقارب 10 مليارات دولار خلال 11 شهراً، مقابل تدفقات خارجة بلغت 17 مليار دولار في 2024.

لكن هذه العودة كانت مدفوعة بشكل رئيسي بالصناديق الخاملة التي تتبع المؤشرات، في حين لا يزال مديرو الصناديق النشطة أكثر تحفظاً وسحبوا قرابة 15 مليار دولار خلال الفترة نفسها.

أرباح الشركات والانكماش… مفاتيح التحول المنتظر

تشير تقديرات "بنك أوف أميركا" إلى أن تحسن أرباح الشركات الصينية وتراجع الضغوط الانكماشية قد يشكلان نقطة التحول الحقيقية التي تدفع الصناديق النشطة للعودة بقوة خلال المرحلة المقبلة.

ويرى استراتيجيون أن المرحلة التالية من الصعود ستقودها الصناديق العالمية النشطة، وليس فقط التدفقات المرتبطة بالمؤشرات.

الذكاء الاصطناعي يقود… والسلع الاستهلاكية تستعد للحاق

كان لأسهم الذكاء الاصطناعي والرقائق الدور الأبرز في قيادة الارتفاعات هذا العام، مع مكاسب قوية لأسهم شركات مثل "علي بابا" و"كامبريكون تكنولوجيز".

وفي المقابل، لا تزال بعض القطاعات، خصوصاً السلع الاستهلاكية، متأخرة عن موجة الصعود، ما يفتح المجال أمامها لانتعاش محتمل إذا دخل الاقتصاد الصيني مرحلة تعافٍ أوسع.

تقييمات جذابة مقارنة بالأسواق العالمية

رغم الارتفاعات، يرى المستثمرون أن الأسهم الصينية لا تزال رخيصة نسبياً:

مؤشر "إم إس سي آي الصين" يتداول عند 12 ضعف الأرباح المتوقعة

مقابل 15 ضعفاً لمؤشر "إم إس سي آي آسيا"

و22 ضعفاً لمؤشر "إس آند بي 500" الأميركي

لكن التوقعات لعام 2026 تبدو أكثر تحفظاً، إذ ترجّح "نومورا" مكاسب في حدود 9%، بينما تتوقع "مورغان ستانلي" نمواً لا يتجاوز 6%.

المدخرات المحلية… وقود داخلي لدعم السوق

يرى عدد من المحللين أن الزخم الحقيقي لسوق الأسهم الصينية لا يعتمد فقط على المستثمر الأجنبي، بل على:

السيولة المحلية المرتفعة

مشتريات صناديق الاستثمار المحلية

ارتفاع الطلب من شركات التأمين

وتُقدّر ودائع الأسر في الصين بنحو 23 تريليون دولار، ومع ضعف عوائد أدوات الدخل الثابت واستمرار أزمة العقارات، تزداد احتمالات تحوّل جزء من هذه السيولة إلى سوق الأسهم خلال الفترة المقبلة.