ضغوط جيوسياسية وتوقعات الفائدة تهبط بأسعار النفط للجلسة الثانية
تراجعت أسعار النفط خلال تداولات الثلاثاء 9 ديسمبر/كانون الأول 2025، لتواصل خسائرها للجلسة الثانية على التوالي، وسط ترقب تطورات محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا وانتظار قرار الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة.
وتعتزم أوكرانيا تقديم نسخة محدّثة من خطة السلام للولايات المتحدة عقب محادثات في لندن بين الرئيس فولوديمير زيلينسكي وقادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا. ويقيّم المستثمرون انعكاسات أي تقدم محتمل في هذه المحادثات على إمدادات الطاقة العالمية، إلى جانب توقعات خفض الفائدة الأميركية لتعزيز النمو والطلب.
وكانت أسعار النفط قد أنهت جلسة الاثنين على تراجع بنحو 2% بعدما تخلت عن جزء من مكاسبها التي حققتها خلال الجلسات الثلاث السابقة، متأثرة بالمتابعة الحثيثة لتطورات الملف الأوكراني.
تحركات الأسعار
عند الساعة 06:35 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:35 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، هبطت العقود الآجلة لخام برنت تسليم فبراير/شباط 2026 بنسبة 0.29% إلى 62.31 دولارًا للبرميل. كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم يناير/كانون الثاني 2026 بنحو 0.37% مسجّلًا 58.66 دولارًا للبرميل، وفق بيانات منصة الطاقة المتخصصة.
وجاء التراجع بعد خسائر بلغت 1.9% لبرنت و2% لغرب تكساس في الجلسة السابقة، عقب استئناف العراق الإنتاج في حقل غرب القرنة 2 التابع لشركة لوك أويل، أحد أكبر الحقول النفطية عالميًا.
رؤية المحللين
أوضحت كبيرة محللي السوق في فيليب نوفا، بريانكا ساشديفا، أن هبوط برنت إلى قرابة 62 دولارًا يتسق مع الاتجاه العام لشهر ديسمبر، مشيرة إلى أن المخاوف المرتبطة باضطرابات محتملة في العراق تلاشت سريعًا، لتعود السوق إلى تركيزها على وفرة المعروض وضعف توقعات الطلب.
من جهته، قال كبير محللي السوق في كيه سي إم تريد، تيم ووتر، إن أسعار النفط تظل في نطاق ضيق انتظارًا لاتضاح مسار المفاوضات بين موسكو وكييف. وأضاف أن فشل المحادثات قد يدفع الأسعار للصعود، بينما قد يؤدي إحراز تقدم يتيح عودة الإمدادات الروسية للأسواق إلى مزيد من التراجع.
وفي سياق متصل، يناقش الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع استبدال سقف الأسعار المفروض على صادرات النفط الروسية بحظر كامل على الخدمات البحرية، بهدف الحد من عوائد موسكو النفطية.
ترقب قرار الفيدرالي
وتتجه الأنظار إلى قرار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأميركي المتوقع إعلانه الأربعاء، وسط تقديرات تشير إلى احتمال نسبته 87% لخفض الفائدة ربع نقطة مئوية. ورغم أن الفائدة المنخفضة عادة ما تدعم الطلب على النفط عبر تقليل تكاليف الاقتراض، فإن محللين يرون أن تأثير هذا الخفض قد يكون محدودًا في ظل التركيبة الحالية للسوق.
وأشارت ساشديفا إلى أن خفضًا متوقعًا بمقدار 25 نقطة أساس قد يوفر دعمًا مؤقتًا للأسعار داخل نطاق 60–65 دولارًا، غير أن التوجه العام يظل محكومًا بتوقعات فائض المعروض في عام 2026.












