الإثنين 15 ديسمبر 2025 12:39 صـ 23 جمادى آخر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

من الخفض إلى الترقب.. تحوّل في نهج البنوك المركزية العالمية

الأحد 14 ديسمبر 2025 12:08 مـ 23 جمادى آخر 1447 هـ
البنوك المركزية
البنوك المركزية

تتجه البنوك المركزية في الاقتصادات المتقدمة إلى إنهاء عام 2025 بنهج أكثر حذراً في السياسة النقدية، بعدما فقدت دورة خفض أسعار الفائدة الزخم الذي صاحب بدايتها. فبعد أشهر من التخفيضات المحدودة، بات صناع القرار يميلون إلى التريث وإعادة تقييم أثر هذه الخطوات على النمو الاقتصادي ومستويات التضخم، في ظل بيئة عالمية أظهرت قدراً من الصمود أمام الضغوط التجارية والجيوسياسية.

الفيدرالي الأمريكي يبعث إشارات غموض بشأن المسار المقبل

جاء قرار الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، للمرة الثالثة هذا العام، متوافقاً مع توقعات الأسواق، إلا أن الرسائل المصاحبة للقرار عكست حالة من عدم اليقين حيال أي تخفيضات إضافية خلال الفترة المقبلة.
ويرى مراقبون أن صمود الاقتصاد العالمي، رغم تصاعد الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، منح الفيدرالي مساحة أوسع للتريث ومراقبة تطورات التضخم والنمو قبل اتخاذ خطوات جديدة.

أنظار الأسواق تتجه إلى بنك إنجلترا

من بين قرارات السياسة النقدية المنتظرة هذا الأسبوع، يحظى بنك إنجلترا باهتمام خاص، وسط توقعات بخفض جديد في أسعار الفائدة. ويترقب المستثمرون ما إذا كان هذا التحرك سيُعدّ من بين الخطوات الأخيرة في دورة التيسير الحالية، أم تمهيداً لمرحلة أطول من الانتظار وإعادة التقييم.

المركزي الأوروبي يفضّل الإبقاء مع تحسّن توقعات النمو

في المقابل، يُتوقع أن يُبقي البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة دون تغيير، مدعوماً بتوقعات أكثر تفاؤلاً بشأن النمو الاقتصادي في منطقة اليورو.
ويرجّح أن تتركز أسئلة الصحفيين خلال المؤتمر الصحفي للرئيسة كريستين لاغارد على توقيت التحول المحتمل نحو تشديد السياسة النقدية، في ظل مؤشرات على تصاعد نبرة الأعضاء الأكثر ميلاً للتشديد داخل المجلس الحاكم.

استقرار الفائدة في أوروبا الأخرى ورفع مرتقب في اليابان

من المنتظر أن تحافظ عدة بنوك مركزية أوروبية أخرى على مستويات الفائدة الحالية، في إطار نهج الانتظار والترقب.
وعلى النقيض من ذلك، تشير التوقعات على نطاق واسع إلى أن بنك اليابان قد يُقدم على رفع أسعار الفائدة، في خطوة تعكس استمرار تحوله التدريجي بعيداً عن سياسات التيسير الشديد التي استمرت سنوات طويلة.

أنصار التشديد يفرضون كلمتهم في أوروبا

بحسب محللي “بلومبرغ إيكونوميكس”، فإن مؤشر تصريحات مسؤولي البنك المركزي الأوروبي يظهر هيمنة واضحة للتيار الداعي إلى التشديد النقدي، ما يجعل الإبقاء على أسعار الفائدة في اجتماع ديسمبر السيناريو الأكثر ترجيحاً.

صورة غير موحدة عالمياً للسياسة النقدية

وبينما توحي التطورات في الاقتصادات المتقدمة بقرب نهاية دورة خفض الفائدة، تبدو الصورة أقل وضوحاً في اقتصادات أخرى. إذ يُتوقع أن تواصل بنوك مركزية في دول مثل المكسيك وتايلندا مسار التيسير النقدي خلال الفترة المقبلة.
كما يترقب المستثمرون صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية المهمة، تشمل مؤشرات التضخم في عدد من الاقتصادات الكبرى، وبيانات الوظائف في الولايات المتحدة، وأرقام النمو في الصين والبرازيل، لما لها من تأثير مباشر على توجهات السياسة النقدية العالمية.