• الرئيسية
• اقتصاد بالعربي

استقر الدولار الأمريكي خلال تعاملات اليوم الأربعاء بالقرب من أدنى مستوياته منذ بداية شهر أكتوبر، في ظل استمرار الضغوط الناتجة عن ضعف بيانات سوق العمل، ما دفع المستثمرين إلى تبني موقف حذر وترقب توقيت خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال الفترة المقبلة.

وسجل اليورو خلال التعاملات الآسيوية مستوى 1.1751 دولار، متراجعا بشكل طفيف عن أعلى مستوى له في 12 أسبوعا الذي بلغه في الجلسة السابقة، وذلك قبل قرار السياسة النقدية المرتقب من البنك المركزي الأوروبي غدا الخميس، حيث تشير التوقعات إلى إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير.

واقترب مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، من أدنى مستوى له منذ الثالث من أكتوبر، والذي سجله يوم الثلاثاء عند 98.193 نقطة. وسجل المؤشر تراجعا بنحو 9.5 بالمئة منذ بداية العام، ليكون في طريقه لتسجيل أكبر انخفاض سنوي له منذ عام 2017، في ظل تراجع الزخم الاقتصادي الأمريكي.

وفي هذا السياق، قال توني سيكامور، المحلل لدى آي جي، إن البيانات الاقتصادية المجمعة رسمت صورة لنمو ضعيف في سوق الوظائف الأمريكية. وأوضح أن هذه البيانات، رغم أنها لا تشير إلى ضعف كاف يدفع إلى خفض أسعار الفائدة خلال اجتماع يناير، فإن الارتفاع المستمر في معدلات البطالة يبقي الباب مفتوحا أمام التيسير النقدي خلال اجتماع اللجنة الاتحادية للسوق المفتوحة في مارس، حال أظهرت تقارير التوظيف المقبلة استمرار التدهور.

وكان مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد خفض أسعار الفائدة الأسبوع الماضي كما كان متوقعا، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن مزيدا من الخفض في تكاليف الاقتراض على المدى القريب يبدو غير مرجح. كما أظهرت توقعات البنك المركزي الأمريكي احتمالية تنفيذ خفض واحد فقط لأسعار الفائدة خلال عام 2026، في حين تواصل الأسواق تسعير خفضين لأسعار الفائدة خلال العام المقبل، دون ترجيح حدوث الخفض الأول في يناير.

ومن جانبه، قال توماس ماثيوز، رئيس الأسواق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في كابيتال إيكونوميكس، إن صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكية وفقا للتوقعات في وقت لاحق من هذا الأسبوع لن يشكل ضغطا على مجلس الاحتياطي الفيدرالي للتحرك في الاجتماعات القليلة المقبلة. وأضاف أن حتى اجتماع مارس قد يكون مبكرا للغاية لتوقع خفض أسعار الفائدة، في حال لم تظهر البيانات الاقتصادية مزيدا من التراجع الواضح.

وعلى صعيد العملات الأخرى، استقر الجنيه الإسترليني عند مستوى 1.3424 دولار، ليظل دون أعلى مستوى له في شهرين الذي سجله أمس الثلاثاء، وذلك بعد صدور بيانات أظهرت وصول معدل البطالة في بريطانيا إلى أعلى مستوياته منذ بداية عام 2021. وفي المقابل، ارتفع الين الياباني بشكل طفيف إلى 154.56 مقابل الدولار، ليستقر قرب أعلى مستوى له في أسبوعين، وذلك قبيل اجتماع بنك اليابان المرتقب، وسط متابعة دقيقة من الأسواق لأي إشارات تتعلق بالسياسة النقدية المستقبلية.