تراجع الأسهم الآسيوية مع اتساع موجة القلق حول تقييمات التكنولوجيا
افتتحت الأسواق الآسيوية جلساتها على انخفاض، متأثرةً بعمليات بيع واسعة في أسهم التكنولوجيا عالمياً، بعدما تصاعدت شكوك المستثمرين بشأن استدامة تقييمات القطاع وقدرته على تحقيق عوائد ملموسة من استثمارات الذكاء الاصطناعي، في وقت تراجعت فيه شهية المخاطرة عبر فئات أصول متعددة.
مؤشرات آسيا تتبع وول ستريت
انخفض المؤشر الإقليمي لأسهم آسيا التابع لـ«إم إس سي آي» بنحو 0.5%، فيما تراجع كل من مؤشر «نيكاي 225» الياباني و«كوسبي» الكوري الجنوبي بأكثر من 1%. وجاء هذا الأداء الضعيف عقب خسائر حادة في الأسواق الأميركية، حيث هبط مؤشر «ناسداك 100» بنسبة 1.9%، متأثراً بتراجع أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى.
التكنولوجيا تحت ضغط التقييمات
تواصلت عمليات البيع في أسهم التكنولوجيا مع هبوط سهم «إنفيديا» بنحو 3.8% إلى أدنى مستوياته منذ سبتمبر، فيما تراجع مؤشر «إس آند بي 500» بنسبة 1.2%، كاسراً متوسطه المتحرك لـ50 يوماً. وتعكس هذه التحركات تنامي القلق من أن الزخم القوي لأسهم الذكاء الاصطناعي قد تجاوز قدرته على تبرير التقييمات المرتفعة.
شكوك حول عوائد الذكاء الاصطناعي
يرى مستثمرون أن الإفصاحات المتعلقة بالإيرادات والأرباح المرتبطة مباشرة بالذكاء الاصطناعي لا تزال محدودة، ما يثير تساؤلات حول جدوى الإنفاق الضخم على مراكز البيانات. وأسهمت تقارير عن صعوبات تمويل بعض المشاريع، مثل خطط توسع «أوراكل» في ميشيغان، في تعميق المخاوف بشأن آفاق القطاع.
النفط يقلص مكاسبه والذهب مستقر
في أسواق السلع، اقترب خام «برنت» من 61 دولاراً للبرميل في التعاملات الآسيوية المبكرة، قبل أن يقلص مكاسبه بعدما تجنب الرئيس الأميركي دونالد ترمب تصعيد التوترات بشأن فنزويلا في خطاب رسمي، رغم العقوبات المفروضة على صادراتها النفطية.
في المقابل، استقر الذهب قرب 4340 دولاراً للأونصة بعد مكاسب قوية في الجلسة السابقة، مواصلاً مساره نحو أفضل أداء سنوي له منذ عقود.
السندات والعملات: ميل نحو الملاذات الآمنة
تزامنت خسائر الأسهم مع تزايد الإقبال على سندات الخزانة الأميركية، مدعوماً بتصريحات لمسؤولين في الاحتياطي الفيدرالي أشاروا فيها إلى دعم خفض أسعار الفائدة. وانخفض عائد السندات الأميركية لأجل 10 سنوات إلى نحو 4.14%، فيما استقر مؤشر الدولار دون تغير يُذكر.
تطورات آسيوية وترقب بيانات مفصلية
في آسيا، سجل الين الياباني ارتفاعاً طفيفاً مقابل الدولار مع ترقب قرار بنك اليابان بشأن أسعار الفائدة، وسط توقعات برفعها إلى أعلى مستوى في ثلاثة عقود. كما أظهرت بيانات تعافي اقتصاد نيوزيلندا بوتيرة أسرع من المتوقع في الربع الثالث.
أما في الصين، فتقترب شركة «تشاينا فانكي» من تنفيذ واحدة من أكبر عمليات إعادة هيكلة الديون في تاريخ قطاع التطوير العقاري.
أنظار الأسواق إلى التضخم والقرارات النقدية
تتجه أنظار المستثمرين إلى بيانات التضخم الأميركية لشهر نوفمبر، إلى جانب قرارات السياسة النقدية المرتقبة من البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا، في وقت تشير فيه التقلبات الحالية إلى نهاية عام قد تشهد تحركات حادة بفعل ضعف السيولة وارتفاع الحساسية تجاه الأخبار الاقتصادية.












