الذهب العالمي يتحرك في نطاق ضيق وسط ترقب الأسواق لبيانات أمريكية

شهدت أسعار الذهب العالمية حالة من التذبذب المحدود خلال تداولات اليوم الأربعاء، في ظل حالة من الترقب تسود الأسواق، مع تزايد شهية المخاطرة بفعل آمال انعقاد محادثات مرتقبة بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ، والتي من شأنها تهدئة التوترات التجارية بين البلدين.
وبحسب تقرير "جولد بيليون"، فقد استقر سعر أونصة الذهب عند 3355 دولار خلال التعاملات، حيث تحرك ضمن نطاق محدود، مسجلاً أعلى مستوى عند 3372 دولار وأدنى مستوى عند 3346 دولار.
التوترات الجيوسياسية والبيانات الاقتصادية تؤثر على تحركات الذهب
يأتي التذبذب في أسعار الذهب في وقت يعيد فيه المستثمرون تقييم المشهد الاقتصادي والسياسي العالمي. فالأنظار تتجه نحو محادثات محتملة بين الصين والولايات المتحدة، والتي قد تخفف من المخاوف التجارية، وبالتالي تقلل الإقبال على الذهب كملاذ آمن.
وفي الوقت نفسه، ساهمت بيانات الوظائف الأمريكية الصادرة عن مؤشر JOLTS في تخفيف المخاوف بشأن آثار التباطؤ الاقتصادي، بعدما أظهرت ارتفاعًا في عدد فرص العمل خلال أبريل، رغم زيادة حالات التسريح لأعلى مستوى منذ تسعة أشهر.
وتواصل الأسواق ترقب صدور بيانات التوظيف في القطاع الخاص، إلى جانب تقرير الوظائف الأمريكي الذي يُنتظر صدوره في نهاية الأسبوع الجاري، وهو ما سيحدد بشكل كبير اتجاهات الذهب القادمة.
من جهة أخرى، أثار تحذير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) من تباطؤ اقتصادي عالمي أعمق من المتوقع، حالة من الحذر في الأسواق، خاصة بعد أن ألقت المنظمة باللوم على السياسات التجارية الأمريكية، ما قد يدعم الطلب مجددًا على الذهب كملاذ آمن.
ويُضاف إلى هذه المخاوف تصعيد التوتر العسكري بين روسيا وأوكرانيا، إلى جانب تعثر المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، مما يعزز من جاذبية الذهب في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة.
الفيدرالي الأمريكي يلتزم الحذر.. وتوقعات بخفض الفائدة
أكد عدد من أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي التزامهم بموقف حذر تجاه السياسة النقدية، في ظل استمرار الغموض المحيط بمستقبل الاقتصاد العالمي، والتأثيرات السلبية للرسوم الجمركية. وعلى الرغم من بقاء احتمالات خفض الفائدة قائمة، فإن تذبذب هذه التوقعات يقلل من تأثيرها المباشر على أداء الدولار.
وقد أدى استمرار الضغوط السلبية على الدولار نتيجة سياسات ترامب التجارية وارتفاع مستويات الدين الأمريكي إلى حالة من الحذر لدى المستثمرين في سوق السندات والعملات.
تراجع مشتريات البنوك المركزية من الذهب
أظهر مجلس الذهب العالمي أن صافي مشتريات البنوك المركزية من الذهب بلغ 12 طنًا فقط في أبريل 2025، بانخفاض نسبته 12% مقارنة بشهر مارس، وأقل من متوسط الشراء خلال 12 شهرًا والمُقدر بـ28 طنًا. واعتبر المجلس أن السبب الرئيسي لهذا التراجع يعود إلى الارتفاع الحاد في أسعار الذهب العالمية منذ بداية العام.
الذهب في مصر: تذبذب محدود واستقرار نسبي عند 4700 جنيه
محليًا، واصل الذهب في مصر التحرك في نطاق عرضي، متأثرًا باستقرار الأسعار العالمية من جهة، والتراجع التدريجي في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه من جهة أخرى.
واستقر سعر عيار 21 الأكثر تداولًا في السوق المحلي عند 4700 جنيه للجرام، بعد أن افتتح تداولات اليوم عند مستوى 4705 جنيه.
هذا التذبذب يعكس حالة من الترقب لدى المستثمرين، خاصة أن الأسواق المحلية تتابع تحركات الذهب العالمي عن كثب، إلى جانب تأثير تراجع الدولار المحلي على اتجاهات السعر.
التضخم يسجل أعلى معدل في 2025
في سياق اقتصادي محلي آخر، أظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن معدل التضخم في المدن المصرية ارتفع إلى 16.8% في مايو 2025 على أساس سنوي، وهو الأعلى منذ بداية العام، مقارنة بنسبة 13.9% في أبريل.
كما ارتفع التضخم الشهري إلى 1.9% مقابل 1.3% في الشهر السابق، مدفوعًا بزيادات في أسعار الخضروات والفواكه والأسماك والمستلزمات الطبية، وهو ما قد يُعزز الإقبال على الذهب كوسيلة للتحوط من تآكل القوة الشرائية.
توقعات الذهب خلال الأيام المقبلة
تُظهر المؤشرات الفنية استمرار التحركات العرضية لسعر الذهب العالمي، حيث يواجه مستوى مقاومة تصحيحي قرب 3370 دولار للأونصة، بينما لا يزال مؤشر الزخم يميل إلى الحياد.
وبالنسبة للذهب في السوق المحلي، فإن استقراره فوق أو تحت 4700 جنيه للجرام لعيار 21 قد يكون مؤشرًا على الاتجاه القادم، في ظل استمرار تذبذب السوق العالمي وعدم وضوح السياسات النقدية والاقتصادية في الولايات المتحدة والعالم.