إجراءات عاجلة لإعادة تشغيل سنترال رمسيس بكامل كفاءته

في جولة ميدانية حملت رسائل دعم ومتابعة حثيثة، تفقد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، صباح اليوم الأربعاء، مبنى "سنترال رمسيس" وسط القاهرة، للوقوف على تداعيات الحريق الكبير الذي اندلع بالمبنى مساء الاثنين، ومتابعة جهود استعادة خدمات الاتصالات التي تأثرت بشدة نتيجة الحادث.
رافق رئيس الوزراء خلال الجولة، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت، ومحافظ القاهرة الدكتور إبراهيم صابر، وعدد من كبار مسؤولي الوزارة، إلى جانب قيادات الشركة المصرية للاتصالات.
وأكد مدبولي، في تصريحات له من موقع الحريق، أهمية الإسراع في إعداد خطة عاجلة لتعافي المبنى واستعادة كامل كفاءته التشغيلية في أسرع وقت، مشدداً على ضرورة التأكد من سلامة البنية الإنشائية للمبنى عبر تقرير فني مفصل يصدر عن جهاز التفتيش الفني على أعمال البناء.
الحريق انتشر بسرعة.. والحماية المدنية تدخلت خلال نصف ساعة
خلال الجولة، استعرض وزير الاتصالات ملابسات الحريق، موضحاً أن النيران بدأت في الطابق السابع حوالي الساعة الخامسة مساءً يوم الإثنين، وانتشرت بسرعة عبر كابلات الشبكة، مما أدى إلى امتدادها إلى طوابق أخرى، رغم وجود أنظمة إطفاء ذاتي ومحاولات أولية للسيطرة.
ووصلت قوات الحماية المدنية بعد نصف ساعة من اندلاع الحريق، لكنها واجهت تحدياً كبيراً في احتواء النيران نظراً لسرعة انتشارها وشدة الحريق، ما أثر على العديد من صالات تقديم الخدمات داخل السنترال.
خطوات فورية لإنقاذ الشبكة واستعادة الخدمة تدريجياً
أشار الدكتور طلعت إلى أن الشركة المصرية للاتصالات تحركت فوراً لتفعيل السنترالات البديلة، وإجراء "مناورات" فنية لإعادة توجيه الشبكة، مما ساعد على إنقاذ أجزاء كبيرة من الخدمات.
وأوضح أن خدمات الإنترنت الأرضي خارج نطاق "سنترال رمسيس" لم تتأثر، وعادت إلى معدلات الأداء الطبيعي، فيما تواصل العمل على استعادة الخدمة بالكامل داخل النطاق المتأثر.
أما بالنسبة لخدمة الصوت، فتمت استعادة الأداء الطبيعي خارج النطاق المتضرر، بينما استمرت جهود استعادة الخدمة داخله على مدار الساعات التالية.
تأثر محدود لشبكات المحمول والقطاعات الحيوية
أما خدمات الهاتف المحمول، فأكد الوزير أنها شهدت تأثراً محدوداً في الجودة، خصوصاً في بداية الأزمة، لكن تم تجاوز الجزء الأكبر من التأثير بحلول صباح اليوم، مع وصول جودة الشبكة إلى حوالي 95% من مستوياتها الطبيعية.
وفيما يتعلق بالخدمات البنكية، بيّن طلعت أن عدداً قليلاً من البنوك تأثر في البداية، قبل أن يتم حل جميع الأعطال، باستثناء بنك واحد، استُكملت إعادة تشغيله بالكامل قبل نهاية اليوم.
وبخصوص البورصة المصرية، أوضح الوزير أن خدمات التداول استُعيدت مساء يوم الحريق، لكن إدارة البورصة قررت تعليق جلسة الثلاثاء كإجراء احترازي، قبل أن تعود إلى نشاطها الطبيعي صباح اليوم الأربعاء.
أما خدمات التموين والمطارات فقد استُعيدت في نفس يوم الحريق، بينما شهدت خدمات الإسعاف تعطيلاً مؤقتاً لبعض أرقام الطوارئ (123) في عدد من المحافظات، قبل أن يتم تعويض ذلك بأرقام بديلة، واستعادة الخدمة بالكامل لاحقاً.
إشادة برجال الحماية المدنية
وفي ختام جولته، حرص رئيس الوزراء على لقاء عدد من رجال الحماية المدنية، موجهاً لهم الشكر والتقدير على الجهود الكبيرة التي بذلوها في السيطرة على الحريق، مؤكداً أن الدولة تتابع عن كثب كل تداعيات الحادث وتعمل على تقليل آثاره في أقرب وقت ممكن.