الأربعاء 16 يوليو 2025 08:06 صـ 20 محرّم 1447 هـ
بوابة بالعربي
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

الإفتاء: الصلاة في مساجد الأضرحة جائزة شرعًا ولا تمس التوحيد

الثلاثاء 15 يوليو 2025 11:26 صـ 19 محرّم 1447 هـ
الصلاة في الأضرحة
الصلاة في الأضرحة

أكدت دار الإفتاء المصرية أن الصلاة في المساجد التي تحتوي على أضرحة أولياء الله الصالحين جائزة شرعًا، ولا تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية، مشددة على أن هذا الأمر لا يمس عقيدة التوحيد، ولا يقدح في صحة العبادة.

جاء هذا التأكيد في إطار رد رسمي نشرته الدار عبر موقعها الإلكتروني، ردًا على استفسار حول حكم الصلاة داخل المساجد التي بها قبور، ومشروعية زيارة الأضرحة والدعاء عندها.

بناء الأضرحة وزيارتها جائز شرعًا


وأوضحت دار الإفتاء أن بناء الأضرحة في المساجد ليس أمرًا محرمًا، بل هو جائز شرعًا ومستحب في بعض الحالات، مؤكدة أن زيارة الأضرحة وأضرحة الصالحين من السنن المشروعة التي تُذكّر المسلم بالموت والآخرة. واستندت في ذلك إلى الحديث النبوي الشريف:
"زوروا القبور فإنها تذكر الموت" (رواه مسلم)، مشيرة إلى أن هذه الزيارة تندرج ضمن أعمال البر والتقوى.

لا دعاء للولي.. وإنما لله وحده


شددت دار الإفتاء على أن من الخطأ الاعتقاد بأن الزائر يتوجه بالدعاء إلى صاحب الضريح، مؤكدة أن النية والوجهة في الدعاء تكون إلى الله تعالى فقط، وأن المسلم حين يزور مقام وليّ أو يصلي بالقرب منه، فإنما يفعل ذلك في مكان عبادة، لا تعلّق له بذات الميت أو طلب شيء منه.

وأضافت الدار أن أرواح الأولياء لا تفنى بحسب معتقدات المسلمين، وهو ما يجعل زيارتهم واستحضار سيرهم سلوكًا روحيًا يُقوي صلة العبد بالآخرة ويحفزه على التوبة والعمل الصالح.

أضرحة آل البيت.. روضات من رياض الجنة


وأكدت الإفتاء على خصوصية أضرحة آل بيت النبي ﷺ، ووصفتها بأنها "روضات من رياض الجنة"، معتبرة أن زيارتها تمثل نوعًا من البرّ برسول الله ﷺ وصلة قرابة له، تطبيقًا لقوله تعالى في سورة الشورى:"قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودة في القربى" (الآية 23).

كما استشهدت الدار بآية من سورة الكهف:"قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدًا"، مؤكدة أن هذه الآية تشير إلى مشروعية بناء المساجد عند قبور الصالحين، وهي ممارسة كانت سائدة عبر التاريخ الإسلامي ولم تواجه بالإنكار من العلماء، بل أُقرت ضمن الموروث الفقهي.

فتوى محسومة.. وزيارة الأضرحة لا تخالف عقيدة التوحيد


وفي ختام بيانها، شددت دار الإفتاء على أن هذه المسألة محسومة من الناحية الشرعية، ولا صحة للآراء التي تدّعي أن الصلاة في المساجد ذات الأضرحة تُخالف التوحيد أو تمثل بدعة. وأكدت أن هذه الممارسة جزء من التاريخ الإسلامي المشروع، ومدعومة بالأدلة النقلية والعقلية وأقوال العلماء المعتبرين في المذاهب الأربعة.