سوق الغاز الطبيعي المسال تتجه نحو فائض تاريخي ابتداءً من 2026

تستعد أسواق الغاز الطبيعي المسال العالمية لمواجهة موجة فائض في المعروض تمتد لسنوات، اعتباراً من عام 2026، الأمر الذي قد يهبط بالأسعار إلى أدنى مستوياتها منذ أزمة الطاقة التي فجّرها الغزو الروسي لأوكرانيا.
طفرة إنتاج عالمية
بعد أربع سنوات من شح الإمدادات، تتوقع وكالة الطاقة الدولية أكبر قفزة في إنتاج الغاز المسال منذ عام 2019. الولايات المتحدة تقود الطفرة مع دخول مصنع "فنتشر غلوبال" في لويزيانا الخدمة بوتيرة أسرع من المخطط، إلى جانب مشاريع أميركية أخرى، أبرزها توسعة "شينير إنرجي" في تكساس.
كما يُنتظر أن يبدأ مشروع غولدن باس المشترك بين "إكسون موبيل" و"قطر للطاقة" بالتصدير في أواخر 2025 أو مطلع 2026، رغم تأجيلات سابقة.
في المقابل، تستعد قطر للطاقة لإطلاق توسعة حقل الشمال الشرقي منتصف 2026، في أكبر إضافة إنتاجية منذ بدء صادراتها عام 1997.
وتشير بيانات "بلومبرج إن إي إف" إلى أن أكثر من 174 مليون طن سنوياً من طاقات التسييل قيد الإنشاء حالياً، ما سيرفع إجمالي الطاقة العالمية إلى 594 مليون طن سنوياً بحلول 2030، بزيادة 42% عن العام الماضي.
الطلب تحت الضغط
الصين، أكبر مشترٍ للغاز المسال، تقلص وارداتها بفعل زيادة إنتاجها المحلي وصفقات أنابيب الغاز مع روسيا، وهو ما قد يزيح نحو 10% من حجم التجارة العالمية الحالي.
كما أن أسواقاً تقليدية مثل مصر وإندونيسيا تواجه صعوبات في الحفاظ على مستويات التصدير بسبب تراجع الإنتاج.
الأسعار على المحك
وفق تقديرات "مورغان ستانلي"، قد تهبط أسعار الغاز في أوروبا وآسيا إلى أقل من 10 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية بحلول الربع الأخير من 2026، مقارنة بمتوسط 14 دولاراً خلال شتاء العام الماضي، مع توقع وصولها إلى نحو 8 دولارات في 2027 بحسب "بي إن بي باريبا".
مع ذلك، يحذر محللون من أن الأسعار لن تشهد تراجعاً فورياً، خصوصاً في أوروبا التي تدخل فصل الشتاء بمخزونات منخفضة نسبياً، مما يبقي خطر ارتفاع مؤقت قائماً في حال موجات برد قاسية.
فرص وأسواق جديدة
انخفاض الأسعار قد يدعم استهلاك الغاز في آسيا على حساب النفط، ويفتح الباب لأسواق ناشئة في جنوب آسيا وأفريقيا. لكن محدودية البنية التحتية في بعض هذه الدول قد تعيق الاستفادة السريعة من الفائض العالمي، في حين تملك أوروبا مرونة أكبر بفضل تعدد محطات الاستيراد.
التوقعات حتى 2030
تشير تقديرات "بلومبرغ إن إي إف" و"آي سي آي إس" إلى أن فائض المعروض سيتجاوز الطلب العالمي بشكل مستمر بين 2027 و2030، ما يرسخ عصر الغاز الرخيص، ويجعل من سوق الغاز الطبيعي المسال أحد أكثر أسواق الطاقة تنافسية في العقد المقبل.