ترامب والشرع وجهاً لوجه في الرياض.. ضغوط أمريكية ومسارات سياسية متشابكة
في تحوّل لافت في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعًا رسميًا مع نظيره السوري أحمد الشرع، وذلك على هامش زيارته إلى العاصمة السعودية الرياض، ضمن أولى جولاته في المنطقة منذ مغادرته البيت الأبيض.
وبحسب ما أعلنه البيت الأبيض، فقد حمل اللقاء الذي استمر نحو 30 دقيقة عدة مطالب مباشرة من الرئيس الأمريكي إلى القيادة السورية، تمحورت حول القضايا الإقليمية الأكثر حساسية، لا سيما مستقبل العلاقة بين سوريا وإسرائيل، ومصير تنظيم "داعش"، والسيادة الأمنية على الأراضي السورية.
أبرز مطالب ترامب خلال اللقاء:
أوضح البيان الأمريكي أن ترامب دعا نظيره السوري إلى الانضمام لاتفاقيات إبراهام، التي تنص على التطبيع الكامل للعلاقات مع إسرائيل، وهو ما اعتُبر تطورًا غير مسبوق في الموقف الأمريكي تجاه دمشق، ويطرح تساؤلات حول طبيعة الرد السوري المنتظر.
كما شدد ترامب على ضرورة طرد كافة "المقاتلين الإرهابيين الأجانب" من الأراضي السورية، في إشارة إلى المقاتلين الذين دخلوا سوريا خلال سنوات الحرب من دول متعددة. وطالب أيضًا بأن تتحمل سوريا المسؤولية الكاملة عن مراكز الاحتجاز التي تضم عناصر من تنظيم "داعش" الإرهابي، معربًا عن رغبة الولايات المتحدة في التنسيق لمنع أي عودة محتملة للتنظيم.
قمة إقليمية رفيعة في الرياض
الاجتماع بين ترامب والشرع جرى بحضور كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في مشهد يعكس الزخم السياسي والإقليمي المصاحب للزيارة، وسط توقعات بتحولات في خريطة العلاقات بين دول المنطقة.
وبحسب وسائل إعلام تركية، فقد أشاد الرئيس أردوغان بقرار ترامب رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، واعتبره "خطوة تاريخية" ستفتح المجال أمام إعادة بناء العلاقات مع دمشق. كما جدّد التأكيد على استمرار تركيا في دعم الحكومة السورية في معركتها ضد التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها "داعش".
جولة ترامب الخليجية مستمرة
وغادر الرئيس الأمريكي العاصمة السعودية الرياض في وقت لاحق من اليوم، بعد اختتام سلسلة من اللقاءات رفيعة المستوى. ومن المنتظر أن يتوجه إلى العاصمة القطرية الدوحة، حيث يلتقي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وتوقعت مصادر مطلعة أن تُعلن الدوحة عن استثمارات ضخمة في الاقتصاد الأمريكي خلال هذه الزيارة.
كما تشمل جولة ترامب الخليجية زيارة إلى أبو ظبي بعد انتهاء محطته القطرية، حيث من المقرر أن يلتقي قادة دولة الإمارات العربية المتحدة يوم الخميس.
وفي ختام جولته، من المنتظر أن يعود ترامب إلى واشنطن يوم الجمعة، إلا أنه لم يستبعد التوجه مباشرة إلى تركيا لحضور لقاء مرتقب قد يجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيس الأوكراني المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي، في حال تم الاتفاق على عقده.