الإثنين 23 يونيو 2025 12:51 مـ 26 ذو الحجة 1446 هـ
بوابة بالعربي
رئيس التحرير محمد رجب سلامة
×

قبل جولة جنيف.. وزيرة البيئة تستعرض رؤية مصر لمعاهدة التلوث البلاستيكي العالمية

الثلاثاء 10 يونيو 2025 10:09 صـ 13 ذو الحجة 1446 هـ
الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة
الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة

شاركت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة ، في اجتماع وزاري تشاوري هام حول معاهدة التلوث البلاستيكي، والذي عُقد ضمن فعاليات المؤتمر الثالث للأمم المتحدة للمحيطات. يأتي هذا الاجتماع، الذي ضم دولًا مثل ألمانيا، والنرويج، والمكسيك، ورواندا، وفرنسا، وجامبيا، وتشيلي، واليابان، والسويد، والمملكة المتحدة، كخطوة استباقية لحشد رؤى واحتياجات الدول قبل الجولة التفاوضية الخامسة المقرر عقدها بجنيف، بهدف الوصول إلى اتفاق عالمي ملزم لمكافحة التلوث البلاستيكي. ويتزامن هذا المؤتمر مع الاحتفال باليوم العالمي للمحيطات في الثامن من يونيو كل عام.

دعم عملية التفاوض وتقريب وجهات النظر
ثمنت الدكتورة ياسمين فؤاد عقد هذه الاجتماعات التشاورية، مؤكدة أنها تمثل داعمًا كبيرًا لعملية التفاوض والإجراءات المعتادة نحو التوصل لاتفاق عالمي ملزم. وأشارت إلى أن هذه اللقاءات تسهم في دفع عمليات التفاوض إلى الأمام، وتقريب الرؤى ووجهات النظر بين الدول. كما أكدت على أهمية الاتفاق على مراعاة الاختلاف بين الظروف الوطنية لكل دولة والاستراتيجيات والإجراءات المتخذة بها، وتأثيرها على العملية متعددة الأطراف، وهو ما سيعطي الدول الحرية في تنفيذ الإجراءات وفقًا لظروفها الوطنية بما يضمن الوصول إلى الهدف بشكل صحيح وفعال.

رؤية مصر حول مواد الاتفاقية: التوازن بين الفاعلية والواقعية
أوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد رؤية مصر بشأن عدد من المواد التي هي محل نقاش في الاتفاقية، ومنها المادة 3. أكدت الوزيرة على عدم الاعتماد على وضع إجراءات عالمية دون توفير إمكانيات فنية تساعد على فاعلية عملية الحد من التلوث البلاستيكي. فبدون الدعم الفني والتكنولوجي، قد لا تتمكن الدول من تنفيذ هذه الإجراءات بفعالية.

وفيما يتعلق بـالمادة 6، المعنية بتقليل إنتاج البلاستيك، أشارت الوزيرة إلى ضرورة توفير توضيح أكبر حول آلية تنفيذها، بما يحقق توازنًا مع الشق الاجتماعي والاقتصادي المتعلق بإنتاج البلاستيك. هذا التوازن ضروري لضمان عدم تأثير الإجراءات سلبًا على سبل العيش أو التنمية الاقتصادية في الدول.

دعوة لآلية تمويلية طموحة ووفاء الدول المتقدمة بالتزاماتها
وفيما يتعلق بشق التمويل، أكدت وزيرة البيئة أن الوصول إلى اتفاق طموح يساعد على المضي قدمًا يتطلب آلية تمويلية قادرة على تحقيق أهدافه. هذه الآلية لا يجب أن تقتصر فقط على توفير التمويل المتاح من التمويل العام والموارد الدولية والقطاع الخاص، بل يجب أن تعنى بتوفير التمويل للتكنولوجيا وإيجاد بدائل البلاستيك المناسبة.

كما شددت الدكتورة فؤاد على ضرورة وفاء الدول المتقدمة بالتزاماتها في التمويل العام، حتى لا تضع عبئًا جديدًا على الدول النامية في تمويل مواجهة التحديات البيئية المختلفة، مثل المناخ والتنوع البيولوجي، خاصة في ظل تزايد حدة هذه التحديات عالميًا.

حشد الجهود لمواجهة تحدي التلوث البلاستيكي عالميًا
أكدت وزيرة البيئة أن الاجتماع يناقش الجهود التفاوضية المبذولة من الدول لإنشاء معاهدة عالمية للتلوث البلاستيكي (INC)، والعمل على توحيد الجهود العالمية لمواجهة هذا التحدي الملح الذي يهدد الصحة والبيئة. ويُعتبر المؤتمر الثالث للأمم المتحدة للمحيطات محطة هامة تهدف إلى حشد رؤى واحتياجات الدول تمهيدًا لخوض الجولة التفاوضية الخامسة (INC5)، والمقرر عقدها في جنيف في أغسطس 2025.

وأشارت الوزيرة إلى أن عملية التفاوض لوضع معاهدة عالمية للتلوث البلاستيكي قد شهدت تعثرًا في اجتماع جمعية الأمم المتحدة للبيئة في مارس 2022، وعدم التوصل إلى اتفاق كما كان مخططًا له في جلسة التفاوض الخامسة في ديسمبر 2024.

وأوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد أن الاتفاق على وضع معاهدة عالمية للتلوث البلاستيكي سيُظهر فعالية النظام متعدد الأطراف وقدرة الأمم المتحدة على وضع صك دولي لمعالجة مشكلة بيئية عالمية. ولكي يتم الانتهاء من صياغة المعاهدة، لابد من إيجاد أرضية مشتركة بشأن العناصر الأساسية للمواد الثلاث الأكثر إثارة للجدل، وهي: المنتجات والمواد الكيميائية، والاستهلاك والإنتاج المستدامان، والتمويل. يجب تحقيق ذلك قبل جلسة التفاوض بوقت كافٍ، خاصة في ظل اقتراب موعد انعقاد الدورة الثانية والخمسين للجنة الدولية المشتركة.

جدير بالذكر أن مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات يهدف إلى تسريع العمل من أجل المحافظة على المحيطات والبحار وتعزيز استخدامهما بشكل مستدام، بما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويسعى لوضع علوم المحيطات والمعارف المتعلقة بها في صميم العمل العالمي.


موضوعات متعلقة