الأربعاء 23 يوليو 2025 08:00 مـ 27 محرّم 1447 هـ
بوابة بالعربي
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

72 عاماً على ثورة يوليو.. أبرز إنجازات الثورة في السياسة والاقتصاد والثقافة

الأربعاء 23 يوليو 2025 10:12 صـ 27 محرّم 1447 هـ
ثورة 23 يوليو
ثورة 23 يوليو

تحتفل مصر اليوم بذكرى ثورة 23 يوليو 1952 التي مثلت نقطة تحوّل تاريخية على مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية. هذه الثورة العظيمة جاءت لتقود مصر نحو التحرر من الاحتلال البريطاني، وتأسيس دولة حديثة تستند إلى مبادئ العدالة والكرامة الوطنية.

شهدت ثورة 23 يوليو إنجازات سياسية بارزة، كان أبرزها تأميم قناة السويس التي أعادت للمصريين سيطرتهم على شريانهم الحيوي، بالإضافة إلى استرداد الكرامة الوطنية والاستقلال الكامل بعد سنوات من الاحتلال والاستغلال. كما أسفرت الثورة عن الإطاحة بالنظام الملكي وإعلان الجمهورية، حيث تنازل الملك عن العرش وغادر البلاد، لتبدأ مصر مرحلة جديدة بقيادة الجمهورية ومؤسساتها.

على الصعيد الثقافي، أسست الثورة مؤسسات تعنى بنشر الثقافة في جميع أرجاء الوطن بعيدًا عن احتكار العاصمة، مثل الهيئة العامة لقصور الثقافة والأكاديميات المتخصصة في الفنون والآداب. كما وفرت الثورة دعماً قوياً للآثار والمتاحف، وعززت الإنتاج السينمائي القائم على القصص المحلية، مما ساهم في ترسيخ هوية ثقافية حقيقية.

أما في مجال التعليم، فقد أدخلت الثورة مجانية التعليم العام والتعليم العالي، ورفعت ميزانية الجامعات ومراكز البحث العلمي، فضلاً عن إنشاء جامعات جديدة في محافظات مختلفة لتعزيز فرص التعليم والتطوير العلمي. وساهمت هذه الخطوات في بناء جيل جديد قادر على مواجهة تحديات المستقبل.

في الجانب الاقتصادي والاجتماعي، كانت الثورة ثورة للطبقة العاملة والفلاحين، إذ أصدرت قانون الإصلاح الزراعي الذي أنهى الإقطاع وأسهم في تمصير الملكيات الزراعية. كما أدت إلى تأميم التجارة والصناعة، وإلغاء التمييز الطبقي، وحققت قدرًا من العدالة الاجتماعية لم يكن معروفًا من قبل. ومن أبرز إنجازات هذه الفترة إنشاء السد العالي الذي شكل نقطة تحول في التحكم بالمياه والطاقة.

على الصعيد العربي، لعبت الثورة دورًا محوريًا في توحيد الجهود ودعم حركات التحرر في فلسطين والدول العربية الأخرى، وأكدت أهمية الوحدة العربية في مواجهة التحديات. كما شهدت الفترة تجربة الوحدة بين مصر وسوريا، وتعاونًا مع دول عربية أخرى لتعزيز الاستقلال والكرامة القومية.

دوليًا، كان لمصر دور فاعل في تأسيس حركة عدم الانحياز، ونجحت في كسر احتكار السلاح العالمي عبر صفقة الأسلحة الشرقية، ما عزز من مكانتها على الساحة الدولية. كما ساهم الأزهر الشريف في نشر الدعوة الإسلامية عبر القارات، ونظم مؤتمر التضامن الأفريقي والآسيوي الأول في القاهرة.

تظل ثورة 23 يوليو 1952 علامة فارقة في تاريخ مصر، تجسد رغبة الشعب في التغيير وبناء مستقبل أكثر عدالة وازدهارًا، وتحمل رسائل مستمرة حول أهمية الوحدة الوطنية والتنمية المستدامة.