خصخصة الأندية السعودية.. عامان من التحول الهادئ نحو الاستثمار الرياضي

بعد مرور عامين على إطلاق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مشروع خصخصة الأندية الرياضية، الذي أُعلن عنه في الخامس من يونيو 2023، بلغ عدد الأندية التي تم الاستحواذ عليها حتى الآن 11 نادياً فقط، ما يعكس سير المشروع بوتيرة متأنية، رغم أنه يستهدف أكثر من 170 نادياً في المملكة.
المسار الأول.. أندية كبرى تحت إدارة الصندوق والشركات الوطنية
شهدت المرحلة الأولى من المشروع تحويل أندية الهلال والنصر والاتحاد والأهلي إلى شركات، مع نقل 75% من ملكيتها إلى صندوق الاستثمارات العامة. كما انتقلت ملكية نادي القادسية إلى شركة "أرامكو"، ونادي العلا إلى الهيئة الملكية لمحافظة العلا، ونادي الدرعية إلى هيئة تطوير الدرعية، ونادي الصقور إلى "نيوم" التي غيّرت اسمه رسمياً إلى "نادي نيوم".
المسار الثاني.. طرح عام وجذب مستثمرين جدد
في 24 يوليو 2025، أعلنت وزارة الرياضة السعودية، بالتعاون مع المركز الوطني للتخصيص، عن تخصيص أول ثلاثة أندية عبر الطرح العام، وهي الخلود والزلفي والأنصار.
وكان أبرز هذه الصفقات استحواذ المستثمر الأميركي بن هاربورغ على نادي الخلود، ليصبح أول مالك أجنبي لنادٍ سعودي.
هاربورغ، الشريك الإداري لشركة "إم إس إيه كابيتال" ومالك حصة في نادي قادش الإسباني، أعرب عن فخره بهذه الخطوة، مؤكداً ثقته في النمو الكبير الذي ينتظر الرياضة السعودية مع اقتراب تنظيم كأس العالم 2034.
إجراءات وتنظيمات
أوضحت وزارة الرياضة أن تخصيص الأندية الثلاثة جاء بعد استكمال الإجراءات القانونية وتأسيس شركات جديدة لنقل الملكية إلى المستثمرين.
وكانت الوزارة قد طرحت في أغسطس 2024 ستة أندية للتخصيص، لكن العروض المؤهلة لم تُستكمل لجميعها، حيث لا تزال عملية دراسة العروض الخاصة بنادي النهضة جارية، في حين لم تستوفِ العروض الخاصة بالأخدود والعروبة المتطلبات المطلوبة.
رحلة طويلة للتخصيص
منصور المقبل، مدير الإدارة العامة للاستثمار في وزارة الرياضة، أكد أن مشروع تخصيص الأندية هو "رحلة طويلة" ستشمل جميع الأندية، لكنه يحتاج إلى وقت لتحقيق أهدافه المتمثلة في رفع مستوى الرياضات في المملكة، وتعزيز الاستدامة المالية، وتطوير الحوكمة، وتحسين تجربة المشجعين.
ملفات عالقة.. الشباب والاتفاق
وفق صحيفة "الشرق الأوسط"، يترقب ناديان بارزان هما الشباب والاتفاق موافقة الجهات المختصة للمضي قدماً في مسار التخصيص، وسط خطط لطرحهما عبر اكتتاب عام في توقيت لم يُحدّد بعد.
ويرى المسؤولون أن هذين الناديين بحاجة إلى نموذج تخصيص مختلف، نظراً لقيمتهما السوقية الكبيرة وتاريخهما الرياضي.
الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، أوضح أن الهدف هو طرح الناديين عبر آلية خاصة تضمن دخول شركات ذات أهداف تنافسية وقدرة مالية قوية، مؤكداً أن الأندية مشاريع طويلة الأمد وليست قرارات آنية.
وجهات نظر متباينة
الأمير عبد الرحمن بن تركي، العضو الذهبي في نادي الشباب، أيد فكرة انتظار المستثمر المناسب حتى لو استغرق الأمر سنوات، فيما شدد عمر الجغيمان، مدير الإعلام والاتصال في نادي الاتفاق، على أهمية تسريع التخصيص لضمان استقرار الإيرادات وتجنب بيع عقود اللاعبين.
من جانبه، يرى الأكاديمي حافظ المدلج أن القيمة السوقية العالية للشباب والاتفاق وموقعهما الاستراتيجي وأصولهما الكبيرة تتطلب دخول شركات حكومية كبرى، مع وضع تقييم واضح وحد أدنى لقيمة الاستحواذ، محذراً من فتح باب المزايدة دون معايير محددة.
الخطوات المقبلة
من المتوقع خلال العام المقبل طرح أندية الترجي والساحل والروضة وهجر والشعلة والرياض والنجمة وجدة للتخصيص، بعد الانتهاء من خصخصة أندية النهضة والعروبة والأخدود التي يُنتظر استكمال إجراءاتها هذا العام.