الجمعة 15 أغسطس 2025 03:10 صـ 20 صفر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

لقاء ترامب وبوتين.. لعبة شطرنج جيوسياسية في ألاسكا

الخميس 14 أغسطس 2025 02:09 مـ 19 صفر 1447 هـ
ترامب وبوتين
ترامب وبوتين

في أجواء يلفّها الترقب والحذر، تتحول ولاية ألاسكا الأميركية من أرض جليدية هادئة إلى ساحة سياسية مشتعلة غداً الجمعة، حيث يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في قمة توصف بأنها الأهم منذ سنوات.
الملفات المطروحة على الطاولة ثقيلة وحساسة، من الحرب في أوكرانيا، مروراً بالطاقة والعقوبات، وصولاً إلى التوترات التجارية، بينما تترصد الأسواق العالمية أي إشارة قد تدفع بأسعار النفط صعوداً أو تهوي بالذهب نحو قمم جديدة.

أول زيارة لبوتين لأميركا منذ عقد

هذه القمة تمثل أول زيارة للرئيس الروسي إلى الولايات المتحدة منذ 2015، إذ لا تُلزم واشنطن، غير المنضوية في المحكمة الجنائية الدولية، باعتقاله رغم صدور مذكرة توقيف بحقه في 2023.

محاولات عقد اللقاء تعثرت سابقاً بسبب حسابات سياسية من الجانبين، فبوتين لم يبدِ استعداداً لتقديم تنازلات في أوكرانيا، بينما أجّل ترامب الاجتماع أكثر من مرة لاعتقاده بأن فرص الحل ضئيلة.

إنذار أمريكي قبل القمة

قبل أسابيع، شدد ترامب على تقليص المهلة أمام بوتين للتوصل إلى هدنة، ملوّحاً بعقوبات اقتصادية إضافية إذا لم تتوقف الحرب، في خطوة تهدف إلى فرض إيقاع تفاوضي سريع.

تقارير "بلومبرغ" أشارت إلى أن المباحثات ستتركز على صياغة إطار تفاهم يوقف التصعيد ويمهّد لتسوية سياسية برعاية دولية.

رمزية ألاسكا

اختيار ألاسكا، التي لا يفصلها عن روسيا سوى مضيق بيرينج، يحمل دلالات تاريخية، فهي كانت أرضاً روسية حتى عام 1867، وشهدت مراحل من التعاون والصراع بين البلدين.

الزيارة تمثل الأولى لزعيم روسي إلى هذه الولاية، ما يضفي على اللقاء بعداً جغرافياً ورمزياً واضحاً.

لقاء مغلق في قاعدة عسكرية

الاجتماع سيجري في قاعدة "إلمندورف ريتشاردسون" العسكرية، بحضور الزعيمين فقط ومترجميهما، في خطوة تهدف لزيادة الخصوصية والأمان.

ترامب يسعى لفهم خطط بوتين بشكل مباشر، في حين يتوقع أن يضع الأخير على الطاولة حزمة مطالب تشمل الاعتراف بسيطرة موسكو على شرق أوكرانيا، وضمان حياد كييف، ووقف تسليحها غربياً.

السيناريوهات المحتملة

صحيفة "كييف بوست" رسمت أربعة مسارات محتملة للقمة:

  1. المراوحة في المكان: اتفاق هش أو فشل كامل، مع تحميل أوكرانيا المسؤولية.

  2. انسحاب ترامب من الوساطة: إدراكه أن بوتين يناور لكسب الوقت.

  3. تصعيد الضغوط: فرض عقوبات ورسوم جديدة إذا شعر ترامب بالخداع.

  4. اتفاق مفاجئ: وقف إطلاق نار جزئي أو تفاهم أولي يغير مسار الحرب، وإن كان مؤقتاً.

تأثير على أسواق الطاقة

نجاح القمة قد يخفف العقوبات ويزيد المعروض النفطي، ما يضغط على الأسعار، أما فشلها فقد يطلق جولة جديدة من العقوبات، خصوصاً على مشترين كبار مثل الصين والهند، وهو ما قد يدفع الأسعار للارتفاع.

أوكرانيا الغائبة الحاضرة

رغم كونها محور النزاع، لن تكون كييف حاضرة في ألاسكا، لكن ترامب لمّح إلى إمكانية عقد لقاء ثلاثي إذا سارت الأمور بشكل إيجابي مع بوتين.

أوروبا، الأكثر تضرراً من الحرب، تتابع عن كثب، وقد أبدى عدد من قادتها دعماً مشروطاً لأي مسار سلام يشمل أوكرانيا.

ومع تمسك موسكو وكييف بمواقفهما، يظل السؤال مفتوحاً: هل تحمل ألاسكا مفاجأة تغير قواعد اللعبة، أم ستكون مجرد محطة أخرى في مسار طويل من المراوغات والضجيج بلا نتيجة؟