الأربعاء 20 أغسطس 2025 01:57 صـ 24 صفر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

من اليخوت إلى الملاعب.. لماذا يفضل المليارديرات الاستثمار في كرة القدم؟

الثلاثاء 19 أغسطس 2025 02:09 مـ 24 صفر 1447 هـ
الاستثمار في كرة القدم
الاستثمار في كرة القدم

أظهر تحليل صادر عن شركة "ديلويت" أن أندية الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا حققت خلال موسم 2023-2024 إيرادات بلغت 20.4 مليار يورو "23.7 مليار دولار"، ما يمثل قفزة هائلة بنسبة 750% مقارنة بموسم 1996-1997، وهو العام الذي شهد انطلاقة الدوري الإنجليزي الممتاز "البريميرليغ".

هذا النمو غير المسبوق جعل كرة القدم الأوروبية ساحة مفضلة للاستثمار، خاصة من جانب رجال الأعمال الأمريكيين الذين باتوا يسيطرون على ملكية كاملة أو جزئية لعدد كبير من أندية "البريميرليج"، من بينهم أربعة من الأندية الستة الكبرى: تشيلسي، ليفربول، مانشستر يونايتد، وأرسنال.

ويقول كيرن ماغواير، أستاذ التمويل الرياضي في جامعة ليفربول، إن الاستثمار في كرة القدم أصبح خياراً طبيعياً للأثرياء "لأنه ببساطة لا يمكن امتلاك عدد لا نهائي من اليخوت أو الطائرات الخاصة".

كما يشير إلى أن ندرة الأندية الرياضية المعروضة للبيع في الولايات المتحدة وارتفاع أسعارها دفع المستثمرين للتوجه إلى أوروبا حيث لا تزال الفرص أكثر جاذبية، رغم الارتفاع السريع في تقييمات الأندية.

ومن أبرز الأمثلة، استحواذ عائلة غليزر الأمريكية على مانشستر يونايتد عام 2005 مقابل 790 مليون جنيه إسترليني، بينما وصلت قيمة النادي في صفقة بيع حصة إلى الملياردير جيم راتكليف عام 2024 إلى نحو 5 مليارات جنيه، وهو أعلى تقييم لنادٍ رياضي في العالم.

صعود الاستثمار الخاص وصفقات مليارية

تشير بيانات "PitchBook" إلى أن أكثر من 36 نادياً في الدوريات الأوروبية الكبرى باتوا تحت ملكية صناديق استثمارية وخاصة، سواء من خلال صناديق الأسهم أو رأس المال الجريء أو أدوات الدين.

وارتفعت قيمة صفقات الاستحواذ من 66.7 مليون يورو في 2018 إلى حوالي 2.2 مليار يورو في 2024.

كما يتوسع نموذج "الملكية المتعددة" ليصبح سمة متكررة، حيث يمتلك مستثمرون حصصاً في أكثر من نادٍ لتحقيق مكاسب تسويقية ومالية مشتركة.

إلا أن هذا التوجه بدأ يثير قلق الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA)، الذي حرم نادي كريستال بالاس الإنجليزي من المشاركة في الدوري الأوروبي الصيف الجاري بسبب تضارب ملكيته مع نادي ليون الفرنسي، وكلاهما مملوك جزئياً لرجل الأعمال الأميركي جون تكستور.

المباريات خارج القارة... نحو "بريميرليج" عالمي؟

مع تباطؤ نمو إيرادات حقوق البث، تتجه الأندية إلى تعزيز دخلها عبر عقود الرعاية واستغلال الملاعب في الفعاليات غير الكروية، بينما يركز المستثمرون الأميركيون على تطوير البنية التحتية للملاعب لتقليل الاعتماد على التلفزيون.

وفي خطوة جديدة، ستنظم "الليغا" الإسبانية أول مباراة رسمية خارج إسبانيا بين برشلونة وفياريال في ميامي، بينما وافق الاتحاد الإيطالي على إقامة مباراة في أستراليا.

وتدور مناقشات حول تعديل قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للسماح بإقامة مباريات الدوريات الكبرى خارج بلدانها.

ويرجّح ماغواير أن تنضم أندية الدوري الإنجليزي الممتاز قريباً لهذا المسار، مؤكداً أن "الجماهير ستتقبل الفكرة كأمر واقع، فالمال في النهاية سيكون هو الحاسم".

موضوعات متعلقة