• الرئيسية
• علوم بالعربي

في خطوة يتوقع أن تعيد رسم ملامح سوق شرائح الذكاء الاصطناعي، تستعد شركة "أوبن إيه آي" (OpenAI)، المطورة لروبوت الدردشة الشهير "ChatGPT"، لإنتاج أول شريحة ذكاء اصطناعي خاصة بها خلال الأشهر القليلة المقبلة، في شراكة استراتيجية مع شركة "برودكوم" (Broadcom) الأمريكية لأشباه الموصلات.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز" نقلاً عن مصادر مطلعة، فإن OpenAI تخطط لبدء الإنتاج الفعلي للشرائح في عام 2026، على أن تُستخدم داخليًا ضمن البنية التحتية الخاصة بها، دون طرحها للعملاء الخارجيين في المرحلة الأولى. هذه الخطوة تأتي في ظل سعي الشركة إلى تقليل اعتمادها على "إنفيديا"، الشركة التي تهيمن شبه كليًا على سوق شرائح الذكاء الاصطناعي.

تعاون تقني من أجل الاستقلالية

ويستند هذا التحول إلى تعاون وثيق بين OpenAI وBroadcom، حيث يُتوقع أن تستفيد الأخيرة من خبرتها في تصميم وتصنيع أشباه الموصلات لتطوير شريحة عالية الأداء، مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة لدى OpenAI، بما يشمل مجالات مثل معالجة اللغة الطبيعية (NLP)، والرؤية الحاسوبية، وتشغيل الأنظمة الذاتية.

وكانت "رويترز" قد كشفت في وقت سابق عن تعاون ثلاثي بين OpenAI، وBroadcom، وشركة "تايوان لصناعة أشباه الموصلات" (TSMC) لتصميم وتصنيع الشريحة، وسط محاولات الشركة تنويع مصادرها من الرقائق وخفض تكاليف التشغيل المتزايدة الناتجة عن الطلب الكثيف على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.

منافسة نادرة مع إنفيديا

من شأن هذا التطور أن يُدخل OpenAI في منافسة مباشرة مع "إنفيديا"، التي تُعد المزود الأساسي لرقائق الذكاء الاصطناعي المستخدمة في تشغيل وتدريب النماذج الذكية. وقد بدأت الشركة بالفعل، وفق مصادر "رويترز"، في إنهاء تصميم أول شريحة داخلية لها، تمهيدًا لإرسالها إلى TSMC لبدء الإنتاج.

في فبراير الماضي، أفادت تقارير بأن OpenAI تعمل على مشروع طويل الأمد لتقليل الاعتماد على إنفيديا، مع البحث عن بدائل أكثر تخصيصًا وفعالية. ومن المتوقع أن يفتح المشروع الجديد الباب أمام تطوير جيل جديد من الشرائح المصممة حسب الطلب، على غرار ما قامت به شركات كبرى مثل "جوجل"، و"أمازون"، و"ميتا"، التي طوّرت رقائقها الخاصة لمواكبة احتياجات الذكاء الاصطناعي المتزايدة.

10 مليارات دولار من عميل جديد

من جهته، كشف هوك تان، الرئيس التنفيذي لشركة Broadcom، عن تلقي شركته طلبات تفوق قيمتها 10 مليارات دولار من "عميل جديد" - لم يتم الكشف عن اسمه - لتوريد بنية تحتية متعلقة بالذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن هذا الطلب سيكون له تأثير إيجابي كبير على عائدات الشركة في السنة المالية 2026. ويُرجح محللون أن هذا العميل قد يكون OpenAI، خصوصًا في ظل الشراكة المتقدمة بين الطرفين.

اتجاه متصاعد نحو التكامل الرأسي

ما تقوم به OpenAI يعكس توجهاً متزايداً بين عمالقة التكنولوجيا نحو ما يُعرف بـ"التكامل الرأسي" في سلسلة التوريد، حيث تسعى الشركات إلى تصميم وتشغيل أنظمتها التقنية بشكل متكامل، مما يُتيح لها السيطرة على الأداء، والتكلفة، والأمن السيبراني، والابتكار.

وفي ظل الطلب العالمي المتزايد على قدرات الحوسبة الخاصة بالذكاء الاصطناعي، يبدو أن OpenAI لم تَعُد ترى في الاعتماد على الشركاء الخارجيين خياراً كافياً لتلبية تطلعاتها التكنولوجية المستقبلية.

ردود غائبة

حتى اللحظة، لم تصدر أي تعليقات رسمية من OpenAI أو Broadcom بشأن التقرير الذي نشرته "فاينانشال تايمز"، كما لم تتمكن "رويترز" من التحقق المستقل من صحة المعلومات. إلا أن المؤشرات المتوافرة، وتصريحات مسؤولي Broadcom الأخيرة، تعزز من ترجيح صحة هذا التوجه الاستراتيجي.