الإثنين 8 سبتمبر 2025 01:08 صـ 14 ربيع أول 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

هل تخسر إسرائيل باحتلال مدينة غزة ؟.. ها آرتس تجيب

السبت 6 سبتمبر 2025 03:40 مـ 13 ربيع أول 1447 هـ
قطاع غزة
قطاع غزة

قالت صحيفة هآرتس العبرية، في مقال رأي للمحلل زفي بارئيل، إن إسرائيل تستعد لاحتلال قطاع غزة، إلا أن هذا التحرك قد يكشف لها تحديات كبيرة ومفاجآت غير متوقعة.

احتلال مدينة غزة

وأشار المقال إلى أن "الاستعدادات المكثفة للاحتلال لا تخفي الغموض بشأن حجم المسؤولية مدنية غزة التي سيتحملها الجيش الإسرائيلي"، محذرًا من أن غياب البنية التحتية والسلطة المحلية قد يحول القطاع إلى منطقة أكثر دموية وإيلامًا مقارنة بالضفة الغربية.

وأوضح بارئيل أن الخلاف بين رئيس أركان الجيش ورئيس الحكومة حول نطاق الاحتلال يتمحور حول الكلفة والفائدة، بما في ذلك قدرة الاحتلال على تحرير الأسرى وتقويض حكم حماس، مقابل الخسائر البشرية المتوقعة للجنود.

ورغم ذلك، فإن التحضيرات الميدانية وحشد قوات الاحتياط تجعل فرض إدارة عسكرية على القطاع شبه محسوم، إلا إذا تدخلت الولايات المتحدة في اللحظة الأخيرة.

تكلفة احتلال غزة

وأضاف الكاتب أن الجيش الإسرائيلي سيضطر عمليًا إلى إدارة غزة مدنيًا، ما يشمل أعباء اقتصادية وسياسية وقانونية ضخمة، إذ تشير تقديرات مسؤولين سابقين لبنك إسرائيل إلى أن تكلفة إدارة القطاع قد تصل إلى 30 مليار شيكل سنويًا لتغطية الخدمات الأساسية، إلى جانب 20 مليار شيكل لصيانة الجيش، دون احتساب التكاليف الطارئة أو العقوبات الاقتصادية المحتملة.

وأكد المقال أن الوضع الميداني يفتقر إلى خطط واضحة لتأهيل شبكات المياه والكهرباء أو لتوزيع الوقود والغذاء، كما أن بقاء نحو نصف مليون مدني في مناطق القتال النشطة قد يزيد من أعداد الضحايا بشكل كبير.

وفيما يتعلق بالالتزامات الدولية، أشار بارئيل إلى أن الاحتلال سيجبر إسرائيل على مسؤوليات قانونية تجاه أكثر من مليون ونصف فلسطيني، مع خطر زيادة العقوبات الدولية والمقاطعات الاقتصادية، بينما أعربت دول عربية مثل الإمارات ومصر والأردن عن تحذيراتها من تبعات الاحتلال، مع استعداد أبوظبي للمشاركة في قوة متعددة الجنسيات شرط إشراف سلطة فلسطينية "موثوقة".

إسقاط حماس

وختم المقال بالتساؤل حول إمكانية تحقيق الهدف المعلن لإسقاط حماس، معتبرًا أن التجارب السابقة تظهر أن الاحتلال المباشر لا ينهي المقاومة بل قد يغذيها، مضيفًا: "السؤال الحاسم هو كم من السنوات ستتحمل إسرائيل إدارة غزة قبل أن تدرك أن غزة هي التي ضمتها إليها؟".