الإثنين 29 سبتمبر 2025 10:08 مـ 6 ربيع آخر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

وزيرة التخطيط: استقرار الاقتصاد الكلي شرط أساسي لتهيئة بيئة مواتية للنمو والاستثمار

الإثنين 29 سبتمبر 2025 03:39 مـ 6 ربيع آخر 1447 هـ
رانيا المشاط وزيرة التخطيط
رانيا المشاط وزيرة التخطيط

قالت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي الدكتورة رانيا المشاط إن استقرار الاقتصاد الكلي يُعد شرطًا أساسيًا لتهيئة بيئة مواتية للنمو والاستثمار عبر تبني سياسات مالية ونقدية منضبطة تعزز من الثقة والاستقرار، وضبط أوضاع المالية العامة من خلال ترشيد الإنفاق، وتوسيع القاعدة الضريبية، وتحسين كفاءة تخصيص الموارد؛ بما يضمن أن تكون السياسة المالية محفزة للنمو الاقتصادية وقائمة على شراكة فعالة مع القطاع الخاص.

جاء ذلك خلال استعراض وزيرة التخطيط أبرز ملامح الفصل الأول من "السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية: السياسات الداعمة للنمو والتشغيل" والذي يركز على استقرار الاقتصاد الكلي كشرط أساسي لنجاح جهود التنمية في مصر، حيث أن الاستقرار الاقتصادي يمثل القاعدة التي تنطلق منها سياسات الدولة لتحقيق النمو الشامل، وتعزيز ثقة المستثمرين المحليين والأجانب، وخفض المخاطر الاقتصادية، ودعم فرص التشغيل ورفع القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني.

وأكدت المشاط أن حوكمة الاستثمارات العامة أداة محورية لضمان توجيه الإنفاق الرأسمالي نحو الأولويات التنموية، وإفساح المجال لاستثمارات القطاع الخاص، وتعظيم الأثر الاقتصادي والاجتماعي للإنفاق العام.

وأضافت أنه في إطار التزام الدولة بتعزيز استقرار الاقتصاد الكلي، فقد تم إقرار قانون التخطيط العام للدولة رقم 18 لعام 2022، وقانون المالية العامة الموحد رقم 6 لعام 2022 كخطوة محورية لتعزيز التخطيط الاستراتيجي، وفعالية الإنفاق العام، وربط السياسات التنموية بالموازنة، بشكل أكثر تكاملًا وشفافية.

وتابعت أن الحكومة تعمل على تعزيز التكامل بين خطة التنمية المستدامة والموازنة متوسطة الأجل لضمان توجيه الموارد العامة نحو الأولويات التنموية وتحقيق أقصى كفاءة في الإنفاق العام، مشيرة إلى أنه تم بالفعل تبني صياغة منهجية جديدة لإعداد الخطة في إطار متوسط الأجل يمتد حتى عام (2029 - 2028)، مشيرة إلى أنه يجرى العمل على تنسيق مؤسسي متكامل بين وزارتي التخطيط والمالية، استنادا إلى قانون التخطيط العام للدولة وقانون المالية العامة الموحد.

وأوضحت أن الحكومة تستهدف تنفيذ أكثر من 100 إجراء إصلاح هيكلي على صعيد السياسات المالية والتخطيطية وجهود التحول للاقتصاد الأخضر، في إطار ترسيخ استقرار الاقتصاد الكلي، تقوم على تنفيذها عدد من الجهات من بينها وزارات التخطيط والمالية، والعمل والتضامن الاجتماعي، والهيئة العامة للرقابة المالية، وغيرها من الجهات.

وأكدت المشاط أنه من بين تلك الإجراءات إعادة هيكلة الهيئات الاقتصادية واستصدار حساب نهائي مجمع للحكومة بما يشمل الهيئات، وإعداد دليل حول منهجية إجراءات إعداد وتجميع بيانات الحكومة العامة، وإعداد تقرير تحليلي عن أداء الحكومة العامة، وتطبيق الموازنة التشاركية في 3 محافظات، ونشر استراتيجية مالية متوسطة المدى، وإعداد مسودة الدليل الإجرائي لموازنة البرامج والأداء، وتحديث ونشر استراتيجية إدارة الدين متوسطة الأجل، وتوسيع نطاق التقارير الإحصائية عن ديون الحكومة العامة واتخاذ التدابير اللازمة للسماح باستثمارات الأفراد في أدوات الدين الحكومية.

وأضافت أنه من بين تلك الاجراءات أيضًا تطبيق نظام ضريبي موحد ومبسط للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتعميم منصة الضرائب الإلكترونية، وإصدار اللائحة التنفيذية لقانون التخطيط العام رقم 18 لعام 2022، وإصدار تقرير التخطيط متوسط الأجل، ونشر الدليل الإجرائي لإعداد خطة التنمية متوسطة الأجل، وإصدار تقرير متابعة نصف سنوي وسنوي للاستثمارات العامة، وإعداد ونشر الاستراتيجية الوطنية للتشغيل والانتهاء من الاستراتيجية الوطنية لدمج القطاع غير الرسمي.

وكانت وزارة التخطيط قد أطلقت "السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية" في 7 سبتمبر الجاري تحت رعاية وبحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، وتعد إطارًا شاملًا يُحقق التكامل بين برنامج عمل الحكومة، ورؤية مصر2030، في ضوء المتغيرات المتسارعة التي فرضتها المستجدات الإقليمية والدولية، بهدف التحول نحو نموذج اقتصادي يرتكز على ترسيخ استقرار الاقتصاد الكلي، والتركيز بشكل أكبر على القطاعات الأعلى إنتاجية، والأكثر قدرة على النفاذ للأسواق التصديرية، مستفيدة مما تم إنجازه من بنية تحتية متطورة، وإعادة تعريف دور الدولة في الاقتصاد، بما يعزز القدرة التنافسية للاقتصاد المصري ويحفز مشاركة القطاع الخاص، ويأتي هذا استكمالًا لمسار الإصلاح الاقتصادي.

وتُعتبر السردية برنامجًا للإصلاح الاقتصادي وأداة للترويج لركائز الاقتصاد المصري، تعكس من خلالها السياسات والإصلاحات الهيكلية الداعمة للنمو والتشغيل وجذب الاستثمار، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص، وإبراز البدائل التمويلية المتاحة، وتسليط الضوء على الفرص القطاعية الواعدة.

موضوعات متعلقة