الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 11:29 مـ 14 ربيع آخر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

من نيوم إلى بروكسل.. الهيدروجين الأخضر يفتح آفاق تعاون بين السعودية وأوروبا

الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 01:19 مـ 14 ربيع آخر 1447 هـ
السعودية والاتحاد الأوروبي
السعودية والاتحاد الأوروبي

يتجه الاتحاد الأوروبي نحو إبرام شراكة استراتيجية شاملة مع المملكة العربية السعودية، تشمل مجالات التجارة والاستثمار وتحول الطاقة، في إطار جهود أوسع لتعزيز العلاقات مع منطقة الخليج، وفق ما صرح به لويجي دي مايو، الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج.

وقال دي مايو في تصريحات تليفزيونية، خلال اجتماع المجلس الوزاري الأوروبي الخليجي بالكويت، إن "الاهتمام الأوروبي بالتعاون مع السعودية مرتفع للغاية، والعلاقات الثنائية تتطور على المستويين الإقليمي والدولي"، مؤكداً تقدير الاتحاد لدور المملكة المتنامي في الملفات الإقليمية والعالمية.

تعاون متنامٍ في الطاقة والتحول الرقمي

وأشار دي مايو إلى أن الجانبين يمتلكان بالفعل مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال الطاقة، إلى جانب مشاريع مشتركة قيد التنفيذ.

كما أوضح أن العمل جارٍ لتوسيع التعاون في مجالات الطاقة المتجددة، والذكاء الاصطناعي، والتقنيات الحديثة، والاستثمارات النوعية.

وأضاف أن "برنامج التحول الوطني في السعودية طموح للغاية، ويتماشى مع سياسات التحول الرقمي والبيئي في أوروبا"، مشيراً إلى أن شركات الاتحاد الأوروبي تبدي اهتماماً كبيراً بالفرص التي تتيحها رؤية المملكة 2030.

وتسعى السعودية إلى إنتاج نصف احتياجاتها من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030، كما تخطط لإطلاق صندوق ضخم بقيمة 100 مليار دولار تحت اسم "بروجكت ترانساندنس" لدعم قطاع الذكاء الاصطناعي وتعزيز موقعها كمركز عالمي للتقنيات الحديثة.

تقدم في محادثات اتفاق التجارة الحرة الخليجي الأوروبي

وفي ما يخص العلاقات مع منطقة الخليج ككل، كشف المبعوث الأوروبي أن فرق التفاوض بين الجانبين تعقد اجتماعات دورية لإحياء مشروع اتفاق التجارة الحرة، مشيراً إلى تقدم ملموس منذ القمة الأوروبية الخليجية التي انعقدت في بروكسل العام الماضي.

وجاء في البيان المشترك الصادر عقب الاجتماع الوزاري أن الجانبين ملتزمان بتسريع خطوات التعاون التجاري والاستثماري، واستئناف مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة الإقليمية بوتيرة أسرع في ظل المتغيرات العالمية.

تعاون مرتقب في مجال الهيدروجين

وأكد دي مايو أن التعاون في مجال الهيدروجين يُعد من أبرز الملفات المستقبلية، موضحاً أن "إنتاج الهيدروجين في الخليج ونقله إلى أوروبا سيكون خطوة استراتيجية تخدم المصالح المشتركة للطرفين".

وتنفذ السعودية بالفعل مشاريع كبرى في هذا القطاع، من بينها مشروع "نيوم للهيدروجين الأخضر" الذي يُتوقع أن يبدأ إنتاجه عام 2026 بطاقة تصل إلى 600 طن يومياً.

محادثات ثنائية مع الإمارات

كما كشف الممثل الأوروبي عن مفاوضات موازية يجريها الاتحاد مع بعض الدول الخليجية، من بينها الإمارات، بهدف إبرام اتفاق تجارة حرة ثنائي، مشيراً إلى أن هذا الاتفاق سيكون مكملاً للجهود الإقليمية. وامتنع دي مايو عن تحديد موعد للإعلان عن الاتفاق نظراً لحساسية المفاوضات الجارية.

ملفات الأمن والسلام على طاولة التعاون

وأكد دي مايو أن الحوار بين أوروبا ودول الخليج لا يقتصر على الاقتصاد، بل يمتد إلى مجالات الدفاع والأمن السيبراني ومكافحة الإرهاب والاستعداد للكوارث.

وأضاف أن "أولوية الاتحاد الأوروبي تكمن في تعزيز جهود السلام في الشرق الأوسط، بدءاً من غزة مروراً بسوريا واليمن وحتى الملف الإيراني".

واختتم المبعوث الأوروبي تصريحاته بالتأكيد على اعتزاز الاتحاد الأوروبي بالشراكة مع السعودية في إطلاق "التحالف العالمي من أجل حل الدولتين"، واصفاً إياها بأنها مبادرة مهمة لإيجاد أفق سياسي مستدام لتحقيق السلام في المنطقة.

هذا الخبر برعاية