الإثنين 6 أكتوبر 2025 04:48 مـ 13 ربيع آخر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

إجراءات الاتحاد الأوروبي تهدد صناعة الصلب البريطانية بضربة مزدوجة

الإثنين 6 أكتوبر 2025 11:05 صـ 13 ربيع آخر 1447 هـ
صناعة الصلب
صناعة الصلب

كشفت مجلة "بوليتيكو" الأوروبية، اليوم الاثنين، أن صناعة الصلب في بريطانيا تقف أمام تحديات أكثر حدة مع اقتراب الاتحاد الأوروبي من تبني إجراءات تجارية جديدة وصفت بأنها قد تكون أشد قسوة من الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

ووفقاً لمسودة اطلعت عليها المجلة، يستعد الاتحاد الأوروبي للإعلان غداً الثلاثاء عن خطة لخفض حصص استيراد الصلب الأجنبي إلى النصف، مع فرض رسوم تصل إلى 50% على الكميات التي تتجاوز تلك الحصص. خطوة يرى خبراء أنها ستوجه ضربة قوية للمصدرين البريطانيين الذين يعتمدون بشكل أساسي على السوق الأوروبية، حيث يتم توجيه نحو نصف إنتاج بريطانيا من الصلب، أي ما يقارب 1.9 مليون طن سنوياً، إلى دول الاتحاد.

أحد كبار المصدرين البريطانيين، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، اعتبر أن هذه الإجراءات "أكثر إثارة للقلق من تعريفات ترامب"، محذراً من أن القيود الأوروبية لن تقتصر على تقليص الصادرات، بل ستفتح الباب أمام تدفق منتجات أجنبية إلى السوق البريطانية بأسعار أقل، مما يفاقم الضغوط على المنتجين المحليين.

وفي السياق نفسه، أعربت ليزا كولسون، المديرة التنفيذية للشؤون التجارية في شركة "بريتش ستيل"، عن "قلق بالغ" إزاء هذه التطورات، مؤكدة أن أي خفض كبير في الحصص الأوروبية قد يحرم المنتجين البريطانيين من أكبر أسواقهم، في وقت يعاني فيه القطاع بالفعل من رسوم جمركية أمريكية نسبتها 25% ومن أزمات داخلية وصلت إلى حد إفلاس إحدى الشركات الكبرى.

الوضع، بحسب مراقبين، بات أقرب إلى "حالة طوارئ اقتصادية"، حيث يخشى المصنعون أن تؤدي السياسات الأوروبية الجديدة إلى ضربة مزدوجة، تفقد بريطانيا قدرتها التنافسية وتسرع من انكماش قطاع استراتيجي.

على الصعيد السياسي، يرى محللون أن هذه الخطوة قد تزيد من تعقيد مساعي لندن وبروكسل لتحسين العلاقات الثنائية في الأشهر الأخيرة. وأكدت كارمن سواريز، الرئيسة التنفيذية المشاركة لهيئة التدابير التجارية البريطانية، أن "ما يخطط له الاتحاد الأوروبي سيكون محور اهتمام بالغ من جانب صناع القرار في المملكة المتحدة".

وكان ماروش شيفتشوفيتش، مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي، قد أعلن في وقت سابق من الشهر الجاري أن بروكسل ستعتمد بحلول منتصف أكتوبر "إجراءً قوياً لحماية التجارة"، فيما أكد دبلوماسيون أوروبيون أن تصاعد الرسوم الأمريكية وتفاقم فائض الإنتاج العالمي، لا سيما من الصين، يبرران هذه الخطوات.

مع ذلك، لفت ماتياس يورجنسن، رئيس قسم التجارة مع الولايات المتحدة وكندا بالمفوضية الأوروبية، إلى أن الهدف النهائي يتمثل في التوصل إلى "تطبيع تجارة الصلب عبر الأطلسي" عبر التعاون مع واشنطن والتخلص تدريجياً من الرسوم الأمريكية.

لكن في بريطانيا، حذّر أحد كبار المسؤولين في الصناعة من أن مقترح الاتحاد الأوروبي "سيُقلص أكبر أسواقنا إلى النصف"، واصفاً إياه بأنه "من بين أخطر التحديات التي واجهتها صناعة الصلب الوطنية على الإطلاق".