الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 11:39 مـ 14 ربيع آخر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

مواقف إنسانية خالدة.. كيف عبر الرئيس السيسي عن تقديره للدكتور أحمد عمر هاشم؟

الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 01:23 مـ 14 ربيع آخر 1447 هـ
الرئيس السيسي وأحمد عمر هاشم
الرئيس السيسي وأحمد عمر هاشم

فقدت مصر والعالم الإسلامي، فجر اليوم الثلاثاء، أحد رموز العلم والدعوة الإسلامية، بوفاة الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن عمر ناهز 84 عامًا، بعد حياة حافلة بالعطاء العلمي والديني والوطني، جعلته من أبرز أعلام الفكر الأزهري المعتدل والدعوة إلى الإسلام الوسطي.

رحيل العالم الجليل أثار موجة واسعة من الحزن والأسى بين العلماء وطلاب العلم وعموم المسلمين في مصر وخارجها، لما مثّله من رمز للعلم والاعتدال والتجديد، وسيرة مهنية وعلمية زاخرة امتدت لعقود.

تقدير القيادة السياسية للرجل.. لقطات إنسانية لا تنسى

كان الدكتور أحمد عمر هاشم يحظى بتقدير خاص من القيادة السياسية، تجسد في مواقف عديدة، أبرزها خلال صلاة عيد الأضحى المبارك لعام 2025 في مسجد مصر الكبير بالعاصمة الإدارية، حين استقبله الرئيس عبدالفتاح السيسي بنفسه وحرص على تقبيل رأسه في مشهد مؤثر، عبّر عن تقدير الدولة لرموز الأزهر وعلمائه الكبار.

هذا المشهد لم يكن الأول، فقد سبق للرئيس السيسي أن بادر بالنزول من منصة احتفال ليلة القدر عام 2021، ليصافح الشيخ الراحل ويطمئن على صحته، في لفتة إنسانية لاقت إشادة واسعة. كانت تلك المواقف تعبيرًا عن مكانة الرجل كأحد كبار علماء الأمة، ومثالًا للعالِم الأزهري المتزن الذي يجمع بين العلم والخلق والعمل الدعوي الراقي.

إشادة متواصلة من الراحل بالرئيس السيسي

في أكثر من مناسبة، عبر الدكتور أحمد عمر هاشم عن تقديره للرئيس عبدالفتاح السيسي، مشيدًا بإيمانه العميق واحترامه للعلم والعلماء. وقال في لقاء تلفزيوني سابق ببرنامج "نظرة" على قناة "صدى البلد":

"نحن مطمئنون ما دام القائد يخاف الله، ولا ننتظر منه إلا كل الخير".

كما أشار إلى أن موقف الرئيس في احتفالية ليلة القدر كان رمزًا لتقديره للعلماء وأهل الدين، مؤكدًا دعمه لدعوة الرئيس لتجديد الخطاب الديني بما يتوافق مع مقاصد الشريعة الإسلامية وروح الإسلام السمحة.

نشأة علمية وأزهرية أصيلة

وُلد الشيخ الراحل في 6 فبراير 1941، بقرية بني عامر التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، في أسرة اشتهرت بالعلم والدين، ويُنسب نسبه إلى الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما.

حفظ القرآن الكريم وهو في سن العاشرة، وتلقى تعليمه بالأزهر الشريف حتى تخرّج من كلية أصول الدين عام 1961، ليحصل لاحقًا على الماجستير والدكتوراه في علوم الحديث الشريف.

تدرج الدكتور أحمد عمر هاشم في السلك الأكاديمي، ليُصبح أستاذًا للحديث الشريف عام 1983، ثم عميدًا لكلية أصول الدين بالزقازيق عام 1987، وبعدها رئيسًا لجامعة الأزهر الشريف عام 1995. واختير لاحقًا عضوًا بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.

مسيرة علمية ووطنية ممتدة

شغل الشيخ الراحل مناصب دعوية وعلمية عديدة، أبرزها عضوية مجمع البحوث الإسلامية، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والمجلس الأعلى للطرق الصوفية، واتحاد الكتاب، والمجلس الأعلى للصحافة والثقافة، إلى جانب رئاسته للمركز العام لجمعيات الشبان المسلمين العالمية.

كما كان له حضور لافت في الحياة السياسية عبر عضويته في البرلمان المصري بغرفتيه، وشارك في عشرات المؤتمرات الدولية في السعودية، المغرب، الجزائر، باكستان، ماليزيا، فرنسا، ألمانيا، والولايات المتحدة، ممثلاً للأزهر والفكر الإسلامي الوسطي.

إرث علمي كبير ومؤلفات خالدة

ترك الدكتور أحمد عمر هاشم إرثًا علميًا ثريًا، من خلال كتبه ومحاضراته ودروسه التي انتشرت في العالم الإسلامي، كما أسهم في ترسيخ الدعوة إلى الاعتدال والتسامح ومواجهة الغلو والتطرف، من خلال منهج أزهري متين مستمد من وسطية الإسلام وروحه السمحة.

صلاة الجنازة ومراسم التشييع

من المقرر أن تقام صلاة الجنازة على الفقيد بعد صلاة الظهر اليوم، بالمسجد الأزهر الشريف، وسط حضور رسمي وشعبي وعلمي كبير، على أن يُنقل الجثمان بعد ذلك إلى مثواه الأخير في مدافن الأسرة بالساحة الهاشمية بقرية بني عامر، مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، حيث تُقام مراسم الدفن عقب صلاة العصر.