• الرئيسية
• اقتصاد بالعربي

سجل الذهب قفزة تاريخية اليوم الجمعة، 17 أكتوبر 2025، ليتجاوز حاجز 4300 دولار للأوقية لأول مرة على الإطلاق، مدفوعًا بتزايد المخاوف الاقتصادية العالمية، والتوترات الجيوسياسية، وتوقعات خفض أسعار الفائدة، في ظل اتجاه المستثمرين إلى المعدن النفيس باعتباره ملاذًا آمنًا.

وبحسب شبكة "CNBC" الاقتصادية الأمريكية، ارتفع سعر الذهب في التعاملات الفورية بنسبة 0.3% ليصل إلى 4336 دولارًا للأوقية، بعد أن لامس ذروته القياسية عند 4378 دولارًا في وقت سابق من الجلسة. كما قفزت العقود الآجلة للذهب الأمريكي تسليم ديسمبر بنسبة 1% إلى 4384 دولارًا.

ويمضي الذهب نحو تسجيل أفضل أداء أسبوعي له منذ مارس 2020، حيث حقق مكاسب تقارب 8% خلال الأسبوع الجاري، مدعومًا بتسجيل مستويات قياسية جديدة في كل جلسة تداول هذا الأسبوع.

ضعف البنوك الأمريكية وتوترات التجارة يدعمان الذهب

يأتي هذا الأداء اللافت في ظل مؤشرات على ضعف البنوك الإقليمية الأمريكية، إلى جانب تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وارتفاع احتمالات خفض أسعار الفائدة مجددًا، مما يعزز توجه المستثمرين إلى الذهب كأداة للتحوّط ضد المخاطر الاقتصادية والسياسية.

وتوقّع محافظ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي كريستوفر والر خفضًا إضافيًا في أسعار الفائدة، في ضوء استمرار المخاوف بشأن سوق العمل الأمريكي. ويترقب المستثمرون خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع الفيدرالي المقبل يومي 29 و30 أكتوبر، مع ترجيحات بخفض آخر في ديسمبر.

توقّع عدد من المحللين الماليين أن يواصل الذهب صعوده خلال الأسابيع المقبلة، ليصل إلى مستوى 4500 دولار للأوقية، شريطة استمرار التوترات الجيوسياسية، وخاصة أزمة الإغلاق الحكومي الأمريكي، وتصعيد النزاع التجاري بين واشنطن وبكين.

وفي السياق نفسه، اتهمت الصين الولايات المتحدة بإثارة الذعر بشأن قيود تصدير المعادن النادرة، ورفضت التراجع عنها، مما ساهم في زيادة القلق في الأسواق العالمية ودعم أسعار الذهب.

من ناحية أخرى، أعلنت بريطانيا فرض عقوبات جديدة على شركات نفط روسية كبرى، فيما اتفق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على عقد قمة جديدة حول الحرب في أوكرانيا، ما يضيف مزيدًا من الغموض إلى المشهد الجيوسياسي العالمي.

أداء المعادن الأخرى

رغم الارتفاع الكبير في الذهب، سجلت بعض المعادن الأخرى تراجعًا طفيفًا، حيث انخفض سعر الفضة الفورية بنسبة 0.7% إلى 53.86 دولارًا للأوقية، بعد أن لامس في وقت سابق أعلى مستوياته التاريخية عند 54.35 دولارًا. ومع ذلك، لا تزال الفضة تتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية مدعومة بعمليات شراء قوية.

كما انخفض البلاتين بنسبة 0.7% إلى 1701 دولارًا للأوقية، وتراجع البلاديوم بنسبة 0.4% إلى 1607.93 دولارًا، مع بقائهما في نطاق تحقيق مكاسب أسبوعية بدعم من الأسواق الصناعية والاستثمارية.

الذهب يرتفع أكثر من 65% منذ بداية 2025

أداء الذهب القوي هذا العام لم يكن مفاجئًا، حيث ارتفع المعدن الأصفر بأكثر من 65% منذ بداية عام 2025، مدعومًا بمزيج من العوامل شملت:

تصاعد التوترات الجيوسياسية.

تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة.

عمليات شراء ضخمة من البنوك المركزية.

التحول عن الدولار كعملة احتياط.

تدفقات قوية إلى صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب.