الأحد 19 أكتوبر 2025 05:22 صـ 26 ربيع آخر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

السينما بلا جواز سفر.. الكاميرات تتحدى الرسوم الجمركية الأمريكية

السبت 18 أكتوبر 2025 06:13 مـ 25 ربيع آخر 1447 هـ
هوليوود
هوليوود

رغم تجدد تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الأفلام المنتجة خارج الولايات المتحدة، تواصل صناعة السينما العالمية نشاطها بوتيرة قوية.
ففي بريطانيا يُجرى تصوير فيلم (ستار وورز: ستار فايتر)، بينما تعمل استوديوهات الصوت في المجر بكامل طاقتها، وتزدحم استوديوهات المونتاج في أستراليا، في مشهد يعكس تجاهل المنتجين لتهديدات ترامب الأخيرة.


ترامب يعيد طرح الفكرة بدعوى حماية الوظائف الأميركية

وكان ترامب قد جدّد دعوته لفرض رسوم جمركية على الأفلام الأجنبية، مبررًا ذلك برغبته في "منع فقدان الوظائف في صناعة السينما الأميركية"، وهي الفكرة نفسها التي طرحها لأول مرة في مايو الماضي.
ووفقًا لمصدرين مطلعين في هوليوود تحدثا إلى وكالة "رويترز"، فإن إعلان ترامب الأول تسبب آنذاك في حالة من الارتباك داخل قطاع الإنتاج العالمي، وأدى إلى تعليق مؤقت لعدد من المشاريع السينمائية ريثما يتم تقييم أثر القرار المحتمل على جدواها المالية.


رد فعل أكثر هدوءًا هذه المرة

لكن ردود الفعل على التهديد الأخير بدت أكثر هدوءًا. وقال لي ستون، الشريك في شركة "لي وتومسون" للمحاماة في لندن، إن المنتجين هذه المرة "لم يأخذوا تصريحات ترامب بجدية كما فعلوا في السابق"، مضيفًا أن الصناعة "تعلمت التعامل مع هذا النوع من التهديدات السياسية دون توقف الإنتاج".


البيانات تؤكد استمرار الإنتاج الدولي

وكشفت بيانات شركة برودبرو المتخصصة في أبحاث صناعة الأفلام أن الإنفاق العالمي على الإنتاج انخفض بنسبة 15% خلال العام الماضي، إلا أنه لا يوجد ما يشير إلى عودة الاستوديوهات الأميركية إلى الداخل.
وقال ألكسندر لوفيردي، الرئيس التنفيذي للشركة، إن "البيانات لا تظهر أي تحول في قرارات الاستوديوهات نحو الإنتاج داخل الولايات المتحدة بسبب القلق من الرسوم الجمركية".


بريطانيا تتصدر وجهات التصوير العالمية

وأظهرت أرقام "برودبرو" أن الولايات المتحدة أنفقت نحو 16.6 مليار دولار على الإنتاج السينمائي خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، بينما تجاوز الإنفاق على الأفلام والمسلسلات المنتجة خارجها 24.3 مليار دولار، بفضل الحوافز الضريبية وتكاليف العمالة المنخفضة وجودة البنية التحتية في الدول الأخرى.
وتصدرت بريطانيا قائمة الدول المستفيدة، إذ جذبت نحو 8.7 مليار دولار من الإنفاق العالمي على الإنتاج السينمائي، تلتها كندا بنحو 6.4 مليار دولار، ثم دول أخرى مثل أستراليا والمجر وإسبانيا وأيرلندا التي استحوذت مجتمعة على نحو ربع الإنتاج العالمي.


الإعفاءات الضريبية تجذب المنتجين من هوليوود

وتواصل الحكومات في أوروبا وأستراليا توسيع حوافزها الضريبية لجذب الإنتاجات السينمائية. فقد رفعت براغ نسبة الإعفاءات من 20% إلى 25%، بينما تقدم بريطانيا حاليًا إعفاءات تصل إلى 25.5% للأفلام والمسلسلات، مع نسب أعلى لأفلام الرسوم المتحركة والمشاريع المستقلة الصغيرة.


استراتيجيات جديدة للإنتاج السريع والمنخفض التكلفة

وأوضحت البيانات أن الاستوديوهات الكبرى وجدت في توزيع العمل بين مواقع متعددة وسيلة لتقليل التكاليف وتسريع الإنتاج، مما يسمح بإنجاز الأفلام في وقت أقصر وبجودة أعلى.
ويرى محللون أن هذه المرونة العالمية جعلت من الصعب على أي سياسة حمائية، مهما كانت صارمة، أن توقف حركة الإنتاج عبر الحدود.