الأحد 19 أكتوبر 2025 06:06 مـ 26 ربيع آخر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

أوروبا توحد جهود الطاقة لمواجهة التحديات المناخية والجيوسياسية

الأحد 19 أكتوبر 2025 11:58 صـ 26 ربيع آخر 1447 هـ
الطاقة في أوروبا
الطاقة في أوروبا

في ظل تصاعد الأزمات المناخية والتوترات الجيوسياسية، يتحرك الاتحاد الأوروبي نحو تكامل أعمق في قطاع الطاقة؛ بهدف تعزيز أمن الإمدادات وتحقيق انتقال أكثر فاعلية نحو مصادر الطاقة المتجددة.

وأكدت المفوضية الأوروبية ، بحسب ما نقلته شبكة (يورو نيوز) الاخبارية، أن تحسين الربط الكهربائي بين دول الاتحاد يتيح تعزيز أمن التوريد وخفض الاعتماد على مصادر تقليدية، مشيرة إلى أن العمل الجماعي أكثر فاعلية من الإجراءات المنفردة في هذا المجال الحساس.

ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية، شهدت تجارة الكهرباء بين دول أوروبا الغربية نموًا مطردًا خلال العقدين الماضيين، مع ارتفاع ملحوظ في معدلات التصدير والاستيراد بين الدول الأعضاء.

وأظهرت بيانات "يوروستات" لعام 2024 أن من أصل 35 دولة أوروبية، كانت 13 دولة مُصدّرة صافية للكهرباء، مقابل 21 دولة تعتمد على الاستيراد، في حين لم تسجل قبرص أي واردات كهربائية.

وسجلت السويد أعلى فائض تصديري بنسبة 27% من إجمالي استهلاكها، تلتها فرنسا بنسبة 22%، ثم سلوفينيا والنرويج وسلوفاكيا ويُعزى ذلك إلى اعتماد هذه الدول على مصادر إنتاج قوية مثل الطاقة الكهرومائية أو النووية.

وفي المقابل، جاءت دول مثل إيطاليا وألمانيا في مقدمة الدول المستوردة للكهرباء، بنسبة 18% و6% على التوالي، بسبب اعتمادها الكبير على مصادر متجددة متقطعة مثل الرياح والطاقة الشمسية، ما يجعلها بحاجة للاستيراد عند انخفاض التوليد المحلي.

ولفتت الشبكة إلى أن التحولات في ميزان التصدير والاستيراد ليست ثابتة، بل تتغير سنويًا بحسب التطورات في البنية التحتية للطاقة، وأسعار الكربون، وسياسات الدول فقد تحولت ألمانيا – التي كانت مُصدّرًا كبيرًا – إلى مستورد صافي منذ عام 2023، نتيجة إغلاق مفاعلات نووية وارتفاع تكاليف الفحم، إلى جانب زيادة المعروض من الطاقة المتجددة في الدول المجاورة.

كذلك شهدت اليونان تحوّلًا لافتًا، من بلد مستورد بنسبة 10% في 2023 إلى بلد مُصدر بنسبة -0.6% في 2024، في حين ارتفعت واردات كرواتيا من 10% إلى 26% خلال نفس الفترة.

ومن حيث الحجم، تصدرت فرنسا قائمة المصدّرين بصافي 90 تيراواط/ساعة، وهو ما يعادل استهلاك دولة مثل بلجيكا، بدعم من تعافي الإنتاج النووي وزيادة في إنتاج الطاقة المتجددة.

في المقابل، سجلت إيطاليا أعلى واردات بصافي 51 ألف ميجاواط/ساعة، تلتها ألمانيا بـ26 ألفًا.

ويرى الخبراء أن الربط الكهربائي بين الدول الأوروبية أصبح عنصرًا أساسيًا لضمان استقرار الأسعار وتحقيق أهداف التحول الأخضر؛ فالتبادل بين دول مثل ألمانيا والدنمارك يمكّن من موازنة الإنتاج بين الطاقة الشمسية والرياح بحسب الظروف الجوية، ما يعزز أمن الطاقة ويقلل الانبعاثات.

ويُتوقع أن تستمر أوروبا في الاستثمار في الربط الكهربائي وتوسيع شبكات النقل، كجزء من استراتيجية أوسع لمواجهة التحديات المناخية وخفض الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتعزيز التكامل بين دول الاتحاد في قطاع الطاقة.

موضوعات متعلقة