الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 09:03 مـ 28 ربيع آخر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

ارتفاع الذهب يثير المخاوف.. مؤشرات اقتصادية لا تبرر القفزة الأخيرة في الأسعار

الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 01:49 مـ 28 ربيع آخر 1447 هـ
ارتفاع الذهب يثير المخاوف.. مؤشرات اقتصادية لا تبرر القفزة الأخيرة في الأسعار

حذّر جون هيجينز، كبير الاقتصاديين للأسواق في مؤسسة "كابيتال إيكونوميكس" البريطانية، من أن الارتفاع التاريخي في أسعار الذهب قد يكون مؤقتًا، مشيرًا إلى أن المعدن النفيس دخل في نطاق ما يشبه الفقاعة المالية نتيجة تجاوزه قيمته العادلة بفارق كبير.

وأوضح هيجينز في مذكرة تحليلية نقلها موقع "Investing" أن سعر الذهب الحقيقي، المعدل وفقًا لمعدلات التضخم، بات حاليًا أعلى بنحو 60% من أعلى مستوى تاريخي بلغه في عام 1980.

وأشار إلى أن السعر الحالي يزيد بأكثر من ثلاثة أضعاف متوسط السعر منذ ذلك العام، وهو ما يمثل انفصالًا واضحًا عن العوامل الاقتصادية التقليدية التي عادة ما تدعم ارتفاع الذهب.

وأشار إلى أن القفزة الأخيرة في أسعار الذهب لا تستند إلى مبررات اقتصادية واضحة، بل تتناقض مع الاتجاهات الطبيعية لعدد من المؤشرات المؤثرة، مثل العوائد الحقيقية على السندات، والتي شهدت ارتفاعًا خلال الفترة الأخيرة، في حين أنه من المفترض أن يؤدي هذا الصعود إلى تقليل الإقبال على الذهب، وليس العكس.

وتابع كبير الاقتصاديين أن العلاقة التاريخية بين الذهب والعوائد الحقيقية قد انهارت، في ظل تراجع معدلات التضخم عن ذروتها التي وصلت إليها بعد جائحة كورونا، على الرغم من بقائها أعلى من المستويات المستهدفة من قبل البنوك المركزية. ولفت إلى أن تلك المؤشرات لا تقدم تفسيرًا منطقيًا لما يشهده سوق الذهب من صعود متسارع.

ورجّح هيجينز أن تكون العوامل المضاربية هي المحرك الأساسي لارتفاع أسعار الذهب، وليس المعطيات الاقتصادية التقليدية. وبيّن أن أبرز هذه العوامل تشمل سعي البنوك المركزية لتنويع احتياطياتها بعيدًا عن الدولار الأمريكي، إلى جانب تزايد استثمارات صناديق المؤشرات في الذهب، وتصاعد الطلب من السوق الصينية، بالإضافة إلى موجات شراء كثيفة من قبل المستثمرين الأفراد الذين يخشون تفويت الفرصة الاستثمارية.

وعلى الرغم من أن بعض هذه العوامل قد تكون ذات طابع هيكلي يمكن أن يساهم في إبقاء الأسعار مرتفعة لفترة، إلا أن هيجينز أكد أن الاحتمال الأقرب هو أن يكون سوق الذهب حاليًا في فقاعة قد تنفجر في أي وقت، وهو ما يحمل مخاطر كبيرة على المستثمرين في حال حدوث تصحيح حاد في الأسعار.

وتأتي هذه التحذيرات في وقت ما تزال فيه أسعار الذهب تقترب من مستوياتها القياسية، مدعومة بالتوترات الجيوسياسية العالمية وزيادة الطلب من قبل البنوك المركزية والمستثمرين الأفراد، إلا أن تحليل مؤسسة "كابيتال إيكونوميكس" يؤكد أن السوق فقد ارتباطه بالأساسيات الاقتصادية، ما ينذر بإمكانية حدوث تراجع مفاجئ.

وفي السياق ذاته، سجّل الذهب انخفاضًا بنسبة 1.8% خلال تعاملات اليوم، ما يعادل 77 دولارًا، ليصل سعر الأوقية إلى 4,283 دولارًا في السوق الفورية، وهو ما قد يمثل بداية لتصحيح محتمل في الأسعار بعد فترة من الارتفاع المتواصل.