الأربعاء 19 نوفمبر 2025 08:58 مـ 28 جمادى أول 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

ولي العهد السعودي في أمريكا.. استراتيجية التريليون دولار لمستقبل الذكاء الاصطناعي والدفاع النووي

الأربعاء 19 نوفمبر 2025 03:57 مـ 28 جمادى أول 1447 هـ
بقلم رائد الاستثمار سامر شقير
بقلم رائد الاستثمار سامر شقير

تُعد زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بدعوة من الرئيس دونالد ترمب، محطة فارقة في تاريخ العلاقات الثنائية. لم تكن هذه الزيارة مجرد لقاء دبلوماسي، بل كانت بمثابة تدشين لـ "هندسة المستقبل الاقتصادي والتقني للمملكة"، وقد انعكس ذلك في الحفاوة الرسمية الكبيرة التي شهدها البيت الأبيض، من موكب الخيالة والعروض الجوية إلى إطلاق 19 طلقة مدفعية. إنها زيارة تضع أجندة متطورة تتجاوز الشراكة النفطية التقليدية، لتركز على بناء قوة استثمارية وتكنولوجية عظمى، تحقيقاً لمستهدفات رؤية 2030.

الأمير محمد بن سلمان: القيادة تدشّن الفصل الجديد من الشراكة الاستراتيجية

إن حضور سمو ولي العهد في واشنطن يؤكد دوره المحوري في توجيه دفة المملكة نحو أهدافها الكبرى. هذا الحضور يرسخ الثقة المتبادلة ويفتح الأبواب للتعاون في قطاعات حيوية، حيث أثمرت القمة السعودية الأمريكية عن توقيع حزمة من الاتفاقيات شملت اتفاقية الدفاع الاستراتيجي، ومذكرة تفاهم للشراكة في مجال الذكاء الاصطناعي، واتفاقيات التعاون النووي المدني. هذه الإجراءات تترجم رؤية القائد إلى وقائع رسمية، وتؤكد أن المملكة تدخل هذه الشراكة بمركز قوة، مستهدفةً المنفعة المتبادلة في قطاعات لا غنى عنها للمستقبل.
استثمار التريليون دولار: السعودية تقود السباق العالمي للذكاء الاصطناعي
تتجلى القيادة الحكيمة لسمو ولي العهد في تحويل الأصول المالية الضخمة للمملكة إلى قوة تفاوضية فاعلة تستهدف بناء القدرات التقنية. وقد أعلن سموه عن عزم المملكة رفع حجم استثماراتها في أمريكا إلى تريليون دولار، مع تركيز استراتيجي على "صناعة الرقائق والذكاء الاصطناعي".
هذا القرار هو جوهر الزيارة؛ حيث تؤكد مذكرة التفاهم الخاصة بالذكاء الاصطناعي أن الحصول على التكنولوجيا المتقدمة، وليس مجرد استيرادها، هو حجر الزاوية الذي تبني عليه المملكة طموحها لتكون حلقة مركزية في المجال العالمي للذكاء الاصطناعي، وهو ما يتطلب قيادة فاعلة تتابع التنفيذ الدقيق لضمان الريادة في هذا القطاع المستقبلي.

الدفاع النووي المدني والأمن: تعزيز القوة العسكرية والقدرة الطاقية

وبالتوازي مع هذا التحول التقني، تولي القيادة أهمية قصوى لملفي الدفاع والأمن الإقليمي والطاقة النووية المدنية السلمية.
فقد وافقت الولايات المتحدة خلال الزيارة على صفقة دفاعية ضخمة شملت بيع 48 طائرة متطورة من طراز إف-35 وقرابة 300 دبابة أمريكية للمملكة، إضافة إلى شراكات في التصنيع والتقنيات العسكرية.
إن هذا التعميق للقدرات العسكرية، المدعوم بـ اتفاقية الدفاع الاستراتيجي، يضمن بيئة مستقرة لنمو الاقتصاد الوطني.
ويتكامل ذلك مع اتفاقيات التعاون النووي المدني التي تهدف إلى تنويع مصادر الطاقة وتعزيز الاستدامة، مما يعكس استراتيجية القيادة الهادفة إلى استخدام كافة الأدوات المتاحة لتعزيز مكانة المملكة.
القيادة الفاعلة تحوّل التعهدات إلى شراكات تجارية ضخمة ومباشرة
تؤكد الأرقام والفعاليات المصاحبة دور سمو ولي العهد بصفته القائد التنفيذي الذي يحوّل الرؤى إلى واقع ملموس.
وقد شهد اليوم الثاني من الزيارة منتدى استثمارياً حاشداً في مركز جون إف كينيدي للفنون، بمشاركة أكثر من 400 رئيس تنفيذي من كبرى الشركات الأمريكية والسعودية.
هذا التجمع الاستثماري الكبير، إلى جانب توقيع اتفاقية تسهيل إجراءات الاستثمارات السعودية، يؤكد أن الشراكة ترتكز على القطاع الخاص وتهدف إلى "الابتكار التعاوني"، حيث تتجه رؤوس الأموال السعودية نحو القطاعات المتقدمة التي تخدم مستهدفات الرؤية طويلة الأمد.

الخلاصة: عهد القيادة يستكمل بناء المستقبل الاستراتيجي

إن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لواشنطن هي تتويج لجهود مستمرة لتعزيز مكانة المملكة، وتأكيد على أنها تشارك في صناعة المستقبل بدلاً من استيراده. إنها زيارة لقائد يمتلك الرؤية والإرادة والقدرة على تحويل الأولويات الاستراتيجية إلى نتائج قابلة للقياس (صفقة F-35، مذكرة الذكاء الاصطناعي، اتفاقيات نووية)، مؤكداً أن السعودية في عهده تسير بخطى واثقة نحو تحقيق أقصى درجات الازدهار والأمن والاستدامة، انطلاقاً من المصلحة الوطنية العليا والشراكة الفاعلة.