الرياض توحّد المسار: قمة الصناعة تحشد العالم لـ ”صُنع في السعودية”
تؤكد استضافة المملكة العربية السعودية للدورة الحادية والعشرين من المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO)، والمعروفة باسم "القمة العالمية للصناعة 2025"، على مكانة المملكة المتنامية كمنصة دولية جاذبة للمؤتمرات والمعارض الكبرى، بفضل رؤية 2030.
يُعقد هذا الحدث الرفيع في الرياض بمركز الملك عبدالعزيز للمعارض خلال الفترة من 23 إلى 27 نوفمبر 2025.
إذا كانت القمة العالمية للصناعة تمثل الإطار الاستراتيجي والنافذة الدولية لعرض التوجهات المستقبلية، فإن برنامج "صُنع في السعودية" يمثل الذراع التنفيذي والوطني الذي يترجم هذه الرؤى إلى واقع إنتاجي ملموس، مما يجعل التتابع بين المؤتمر العالمي والفعالية المرتقبة في ديسمبر المقبل ضرورة استراتيجية وليست مجرد مصادفة في الأجندة الوطنية.
القمة العالمية: تحديد خارطة طريق المستقبل الصناعي
تُقام القمة العالمية للصناعة تحت شعار: "قوة الاستثمار والشراكات لتسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة".. ويعكس هذا الشعار الطموح الجديد للقمة، الذي يهدف إلى تحويل المؤتمر العام لليونيدو إلى منصة عالمية رائدة لمستقبل الصناعات في العصر الرقمي.
تستضيف الرياض القمة بمشاركة 173 دولة، بهدف تحفيز تنمية القطاع الخاص، وحشد الاستثمارات، وتسريع مساهمة القدرات التصنيعية في تحقيق أجندة 2030.
ويعتمد المؤتمر على ثلاثة محاور رئيسية، يُخصَّص يوم لكل محور: الاستثمار والشراكات، وتمكين المرأة، وجيل المستقبل (الشباب). ويُركز يوم الاستثمار والشراكة (24 نوفمبر) بشكل خاص على دور الذكاء الاصطناعي كعامل تغيير (AI as a gamechanger) في الصناعة، وكيف يمكن لحشد الموارد المالية والابتكارات الرقمية أن يسرع النمو الاقتصادي الشامل والتصنيع المستدام. وتؤكد المملكة، التي تتصدر دول المنطقة في توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، من خلال هذا المؤتمر على دورها المحوري في دفع عجلة التنمية الصناعية عالمياً.
إن استضافة هذا الحدث تعكس التزام المملكة بتعزيز التعاون متعدد الأطراف في التنمية الصناعية والمساهمة في تطوير حلول مشتركة لتحديات التصنيع المستدام والتحول التقني.
"صُنع في السعودية": العرض العملي للرؤية
في المقابل، يمثل برنامج "صُنع في السعودية" المبادرة الوطنية التي أطلقتها هيئة تنمية الصادرات السعودية، بهدف جعل السلع والخدمات السعودية الخيار المفضل محلياً وعالمياً.
إن أهداف البرنامج تتطابق بشكل وثيق مع روح "القمة العالمية للصناعة"، حيث يسعى إلى:
* زيادة الاستهلاك المحلي وحصة السوق من السلع والخدمات المحلية.
* زيادة الصادرات السعودية في أسواق التصدير ذات الأولوية.
* تعزيز جاذبية القطاع الصناعي السعودي للاستثمار المحلي والأجنبي.
تُعد فعالية "صنع في السعودية" المتوقعة في ديسمبر، والتي تلي القمة العالمية، فرصة مثالية لإظهار كيف تمضي المملكة من الرؤى الاستراتيجية إلى الخطوات التنفيذية على أرض الواقع.
ففي الوقت الذي يجتمع فيه قادة الصناعة في نوفمبر لمناقشة الاستثمار في التحول الصناعي والذكاء الاصطناعي، يأتي البرنامج ليؤكد على جاهزية وقدرة المنتج السعودي.
وتظهر العلاقة الوثيقة بين الفعالية العالمية والبرنامج الوطني من خلال الشراكات، حيث أن البرنامج الوطني للتنمية الصناعية والخدمات اللوجستية (NIDLP)، الذي ينضوي تحته "صُنع في السعودية"، هو شريك استراتيجي للقمة. كما أن ESNAD Saudi Made هو أحد الشركاء الفضيين للمؤتمر.
لقد حقق البرنامج بالفعل نتائج ملحوظة، حيث وصل عدد المنشآت الوطنية المسجلة إلى 3,000 منشأة، وتم اعتماد 1,180 منتجاً بعلامة "صُنع في السعودية" حتى نهاية عام 2024. هذا النمو يعزز المحتوى المحلي ويجعل القطاع الصناعي محركاً أساسياً للنمو الاقتصادي غير النفطي.
التزامن: رسالة تكاملية للتحول
إن التزامن بين استضافة قمة دولية رفيعة المستوى في نوفمبر، تهدف إلى "تحويل الرؤى إلى حلول قابلة للتنفيذ"، وبين فعالية وطنية مثل "صُنع في السعودية" في ديسمبر، يرسل رسالة واضحة للمجتمع الدولي:










