سامر شقير: انتهى زمن ”المراقبة” في السعودية.. ومن يتأخر عن 2026 سيفقد فرص العقد القادم
في قراءة استشرافية لملامح المشهد الاقتصادي مع اقتراب عام 2026، أكد رائد الاستثمار وعضو الشرف المنتخب بمجلس التنفيذيين اللبنانيين بالرياض، سامر شقير، أن العام المقبل لن يكون مجرد محطة زمنية عابرة في تقويم الأعمال، بل سيشكل "نقطة الانعطاف الكبرى" في مسيرة رؤية المملكة 2030، واصفاً إياه بعام "الحصاد والتشغيل".
وأوضح شقير، من واقع خبرته في السوق السعودي وموقعه في مجلس التنفيذيين، أن المشهد في العاصمة الرياض لم يعد يوحي بالاستعداد لمرحلة جديدة فحسب، بل بولادة مرحلة "النضج الكامل" للمشاريع، مشيراً إلى أن المدينة التي كانت توصف قبل عقد بأنها "ورشة عمل مفتوحة"، باتت اليوم تفرض نفسها كمنصة عالمية تعيد تعريف مفهوم العواصم الاقتصادية في القرن الحادي والعشرين.
نهاية استراتيجية "الترقّب"
وفي رسالة مباشرة للمستثمرين ورجال الأعمال، حذّر شقير من استمرار سياسة "الترقب والانتظار". وقال في تصريحه: "لقد تغير القاموس الاستثماري نحو السعودية جذرياً. لسنوات مضت، كانت النصيحة التقليدية هي 'راقب السوق'. أما اليوم، فالمعادلة انعكست تماماً؛ الرؤية أصبحت مركز الجاذبية، ومن لا يتموضع في الرياض اليوم، يفقد عملياً موقعه في خريطة النمو الإقليمية للعقد القادم. لم تعد الفرص هنا مجرد احتمالات، بل مسارات تتشكل على أرض صلبة في قطاعات غير نفطية واعدة."
من "الإنشاء" إلى "التمكين"
وحلل شقير التحول النوعي في طبيعة المشاريع، مؤكداً أن الرياض لا تشهد مجرد طفرة عمرانية، بل تحولاً في "المنطق الحضري" ذاته.
وأضاف:"لسنا أمام مشاريع تتنافس على الارتفاع في السماء فحسب، بل أمام بنية تحتية 'فكرية' واقتصادية تؤسس لدور محوري تتجاوزه حدود المملكة. نحن ننتقل من مرحلة ضخ الأموال في الإنشاءات، إلى مرحلة التمكين الاقتصادي وجني ثمار جودة الحياة."
2026.. عام التكامل الحيوي
وتوقع شقير أن يشهد عام 2026 ذروة "التكامل الحيوي" بين القطاعين العام والخاص، حيث ستبدأ المشاريع الكبرى (Giga Projects) في التشغيل الفعلي، مما سيخلق دورة اقتصادية جديدة تعتمد على السياحة، الترفيه، والخدمات اللوجستية والتقنية، بعيداً عن تقلبات أسواق الطاقة التقليدية.
واختتم شقير بيانه بالتأكيد على أن الرياض لا تستقبل عاماً جديداً فحسب، بل تعيش ولادة "نموذج تنموي" جديد يُكتب بحبر سعودي، داعياً رواد الأعمال والشركات للإسراع في مواءمة استراتيجياتهم مع هذا الواقع الجديد قبل فوات الأوان.
يذكر ان سامر شقير، رائد استثمار وعضو الشرف المنتخب بمجلس التنفيذيين اللبنانيين بالرياض. يجمع شقير بين الخبرة الاستثمارية العميقة والرؤية الاستراتيجية في مجال الإعلام والاتصال المؤسسي. يُعد صوتاً مؤثراً في تحليل تحولات المشهد الاقتصادي في المملكة العربية السعودية، ويركز في طروحاته على مواءمة الاستثمارات مع مستهدفات رؤية 2030، بالإضافة إلى اهتماماته بالاقتصاد السلوكي وفلسفة إدارة الثروات.












