الإثنين 7 يوليو 2025 08:48 مـ 11 محرّم 1447 هـ
بوابة بالعربي
رئيس التحرير محمد رجب سلامة
×

من دعم ترامب إلى مواجهته.. ماسك يُشعل معركة السياسة بـ”حزب أمريكا”

الأحد 6 يوليو 2025 10:35 صـ 10 محرّم 1447 هـ
إيلون ماسك
إيلون ماسك

في خطوة غير متوقعة تهدد بإعادة تشكيل المشهد السياسي في الولايات المتحدة، أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، مساء السبت، إطلاق حزب سياسي جديد تحت اسم "حزب أمريكا"، متعهداً بإعادة "الحرية" إلى الشعب الأمريكي، في وقت تشهد فيه الساحة السياسية انقسامات حادة وتجاذبات متزايدة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

وأعلن ماسك، عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، قائلاً: "بمعدل 2 إلى 1، أنتم تريدون حزبًا سياسيًا جديدًا... وستحصلون عليه!"، في إشارة إلى نتائج استطلاع رأي أجراه مؤخرًا على صفحته.

ووفقاً لما أوردته شبكة CNBC، فقد جاء هذا التصريح بعد يوم واحد فقط من تفاعل جماهيري واسع مع فكرة تأسيس كيان سياسي ثالث.

بداية متواضعة.. وتأثير محتمل

وأوضح ماسك أن حزبه الجديد سيسعى مبدئيًا إلى الفوز بعدد محدود من المقاعد البرلمانية: مقعدين أو ثلاثة في مجلس الشيوخ، و8 إلى 10 مقاعد في مجلس النواب.

واعتبر أن هذا العدد "الصغير" من المقاعد سيكون كافيًا لإحداث تأثير حاسم في تمرير أو عرقلة القوانين المثيرة للجدل، مؤكداً أن الهدف هو "إعادة تمثيل الإرادة الحقيقية للشعب الأمريكي".

ورغم أن "حزب أمريكا" لم يُسجل رسميًا بعد لدى لجنة الانتخابات الفيدرالية، إلا أن ماسك أشار إلى أن الحزب سيعمل بشكل مستقل، مع الالتزام بالمشاركة في النقاشات التشريعية والتعاون مع الطرفين السياسيين القائمين.

من حليف لترامب إلى خصم شرس

ما يضفي مزيدًا من الجدل على خطوة ماسك، هو توقيتها الذي يأتي وسط توتر علني متصاعد بينه وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد سنوات من الدعم العلني والمساهمات السخية لحملته الانتخابية.

وقد شهدت الأسابيع الماضية انفجار الخلاف بين الرجلين، خصوصًا بعد أن انتقد ماسك مشروع قانون رفع سقف الدين الذي دعمه ترامب، واصفًا إياه بـ"الجنوني".

وفي تغريدة أثارت تفاعلاً واسعًا، كتب ماسك: "نعيش في ظل حزب واحد... حزب بوركي بيغ!"، في إشارة ساخرة إلى الشخصية الكرتونية الشهيرة، مضيفًا: "لقد حان وقت حزب جديد يهتم فعلاً بالمواطنين".

280 مليون دولار تغيّر الاتجاه

اللافت أن ماسك كان حتى وقت قريب يُعد أكبر داعم مالي لحملة ترامب الانتخابية في 2024، حيث قدم تبرعات تجاوزت 280 مليون دولار، دعمت مرشحين جمهوريين بارزين إلى جانب ترامب نفسه.

لكن مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في 2026، يبدو أن ماسك يستعد لتغيير قواعد اللعبة، عبر استخدام ثروته ونفوذه السياسي لتدشين بديل ثالث قد يعيد خلط أوراق المنافسة ويقلب موازين القوى التقليدية في واشنطن.

مشهد سياسي على أعتاب مفترق طرق

تأتي خطوة ماسك في وقت تعاني فيه السياسة الأميركية من استقطاب حاد وغياب الثقة بين الناخبين والمؤسسات، ما يفتح الباب أمام مبادرات جديدة وشخصيات غير تقليدية لتقديم بدائل.

ومع تمويل ضخم وخبرة إعلامية غير مسبوقة، قد يشكل "حزب أمريكا" نقطة تحوّل في الديناميكيات الحزبية الأمريكية خلال السنوات المقبلة.

موضوعات متعلقة