الإثنين 7 يوليو 2025 05:24 مـ 11 محرّم 1447 هـ
بوابة بالعربي
رئيس التحرير محمد رجب سلامة
×

ترامب VS الاحتياطي الفيدرالي.. الرئيس الأمريكي يبحث عن صوت يطيع لا عقل يقرر

الإثنين 7 يوليو 2025 10:11 صـ 11 محرّم 1447 هـ
ترامب وباول
ترامب وباول

يفكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تسريع إعلان مرشحه المحتمل لخلافة جيروم باول على رأس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، في ظل تزايد استياء البيت الأبيض من رفض باول الاستجابة للضغوط المتكررة بخفض أسعار الفائدة لدعم الاقتصاد.

بحسب صحيفة وول ستريت جورنال، قد يعلن ترامب عن اسم المرشح الجديد في سبتمبر أو أكتوبر المقبلين، وربما في وقت أقرب، وهي خطوة مبكرة قياسًا بالعادة، حيث تتم تسمية رئيس "الفيدرالي" قبل نحو 3 إلى 4 أشهر فقط من نهاية الولاية.

صدام متجدد بين ترامب وباول

ترامب، الذي عيّن باول في المنصب عام 2017، عبّر مرارًا عن خيبة أمله من تشدد الأخير في السياسة النقدية، وخاصة رفضه المتكرر لخفض الفائدة.

ورغم لقاء جمعهما مؤخرًا في البيت الأبيض، لم ينجح ترامب في تغيير موقف باول الذي يدافع عن نهج "الصبر" وسط ضبابية اقتصادية سببها تصاعد الحروب التجارية.

ورغم تصريحات مستشارين لترامب العام الماضي حول إمكانية إقالة باول، أكد الرئيس لاحقًا أنه لا يخطط لذلك قبل انتهاء الولاية، لكنه بات يلمّح إلى خيارات ما بعد باول من الآن، في خطوة اعتبرها البعض إشارة مبكرة للأسواق بشأن مستقبل السياسة النقدية.

المرشحون المحتملون لخلافة باول

يستعرض ترامب قائمة مختصرة من الأسماء الاقتصادية البارزة، تتنوع في توجهاتها بين التشدد والانفتاح النقدي، وأبرزهم:

  • كيفن وورش: محافظ سابق في "الفيدرالي"، معروف بآرائه المحافظة وانتقاده للسياسات التيسيرية المفرطة، ويحظى بثقة ترمب.

  • كريستوفر والر: عضو حالي بمجلس المحافظين، يميل إلى التيسير النقدي، ويدعو لتأخير رفع الفائدة حال تباطؤ التضخم.

  • كيفن هاسيت: مستشار اقتصادي بارز في البيت الأبيض، من أبرز مؤيدي السياسات المؤيدة للنمو وخفض الضرائب.

  • سكوت بيسنت: وزير الخزانة الحالي، يمتلك خبرة واسعة في الأسواق، ولمّح باستعداده لتولي المنصب إذا طلب ترمب ذلك.

  • ديفيد مالباس: الرئيس السابق للبنك الدولي، ويملك خلفية اقتصادية واسعة في السياسات الدولية.

قواعد تعيين أو عزل رئيس الاحتياطي الفيدرالي

رئاسة "الفيدرالي" تخضع لقواعد صارمة نص عليها قانون الاحتياطي الفيدرالي لعام 1913.

ويتم تعيين الرئيس بترشيح من رئيس الدولة وموافقة مجلس الشيوخ، وتُمنح له ولاية مدتها 4 سنوات قابلة للتجديد.

ولا يُسمح بإقالة رئيس "الفيدرالي" إلا "لسبب وجيه"، مثل الفشل الوظيفي الجسيم أو ارتكاب مخالفات قانونية أو العجز التام.

أما الخلافات السياسية أو الاقتصادية فلا تعتبر مبررًا للعزل، وهو ما يؤكد استقلالية المؤسسة النقدية.

هل يستطيع ترامب فعلاً عزل باول؟

رغم امتلاكه سلطة عدم التجديد، فإن إقالة باول قبل انتهاء ولايته ستواجه عقبات قانونية ودستورية شديدة، وقد تتسبب في أزمة سياسية واقتصادية.

ومن غير المرجح أن تمر خطوة كهذه من دون طعون قانونية أو تداعيات على الأسواق.

السوابق التاريخية.. ضغوط دون عزل

لم يسبق في تاريخ الولايات المتحدة أن تم عزل رئيس لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. تعرّض العديد منهم لضغوط شديدة، مثل آرثر بيرنز في عهد نيكسون، وبول فولكر في عهد ريغان، لكن تلك الضغوط لم تتجاوز حدود النقد العلني.

تأثير تغيير رئيس الفيدرالي على الأسواق

في حال استبدال باول بشخصية "حمائمية" تدعم خفض الفائدة، يُتوقع أن:

  • يتراجع الدولار بسبب انخفاض العوائد على السندات.

  • ترتفع أسعار الذهب بفضل زيادة الطلب على أصول التحوّط.

  • ينتعش النفط نتيجة زيادة السيولة وضعف العملة الأميركية.

  • تزدهر الأسهم بدعم من انخفاض كلفة الاقتراض.

  • تكتسب العملات المشفرة زخماً كمخزن بديل للقيمة وسط التيسير النقدي.

صمت باول يُربك خطط ترمب

باول التزم الصمت حيال الانتقادات، ورفض الإفصاح عمّا إذا كان سيبقى عضواً في "الفيدرالي" بعد نهاية ولايته الرئاسية.

استمراره في المجلس حتى 2028 يتيح له تأثيراً كبيراً داخل لجنة السوق المفتوحة، وقد يقيّد قدرة ترامب على إعادة تشكيل توجهات السياسة النقدية بشكل كامل.

في حال اختار ترامب شخصية موالية له لرئاسة المجلس، بينما بقي باول في منصبه كعضو، فقد يؤدي ذلك إلى انقسام داخلي، ويضع استقلالية "الفيدرالي" تحت المجهر.

موضوعات متعلقة