مقامرة ماسك السياسية تهز مبيعات ”تسلا”.. وترامب يرد على فكرة «حزب أمريكا»

في تطور لافت للخلاف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورجل الأعمال إيلون ماسك، شن ترمب هجوماً لاذعاً على إعلان ماسك تأسيس حزب سياسي جديد، معتبراً الفكرة "سخيفة" ومصيرها الفشل في ظل النظام السياسي الأمريكي الثنائي.
ترامب قال في تصريحات للصحفيين يوم الأحد: "الأحزاب الثالثة لم تنجح يوماً في أمريكا... يمكنه الاستمتاع بالمحاولة، لكنها فكرة عبثية".
وجاء هذا التصريح بعد إعلان ماسك تأسيس حزب "أميركا" عبر منصته "إكس"، دون تقديم أي تفاصيل رسمية أو وثائق تسجيل، ما زاد الشكوك حول جديّة الخطوة.
أسواق المال تتفاعل سلباً.. "تسلا" في مهب السياسة
أثار إعلان ماسك ردود فعل قوية في الأسواق، وسط مخاوف من تشتيت تركيزه عن إدارة شركاته.
أسهم "تسلا" تراجعت أكثر من 20% منذ بداية العام، وانخفضت بنسبة 5% في جلسة التداول البديل "بلو أوشن" في آسيا صباح الإثنين.
المحلل دانيال آيفز من شركة "ويدبوش" علّق بأن "تورط ماسك المتزايد في السياسة لا يلقى ترحيباً من المستثمرين، بل يضع ضغوطاً متزايدة على السهم".
وذهب إلى حد التحذير من أن "مقامرته السياسية قد تستدعي تدخلاً من مجلس إدارة تسلا".
تحديات متراكمة أمام "تسلا" عالميًا
يأتي الخلاف السياسي في وقت حساس للغاية لشركة تسلا، التي تواجه تحديات في جميع أسواقها الكبرى:
-
في الصين: المنافسة تحتدم مع شركات مثل "BYD" و"شاومي"، رغم انتعاش طفيف في شحنات مصنع شنغهاي.
-
في أوروبا: مبيعات تسلا تتراجع للشهر الخامس على التوالي، وسط توسع سوق السيارات الكهربائية.
-
عالميًا: انخفضت المبيعات بنسبة 13% خلال الربع الثاني، مع احتمال تسجيل تراجع سنوي جديد.
خلاف سياسي يتفاقم.. من وزارة الكفاءة إلى حزب جديد
بدأت شرارة الخلاف بين ترمب وماسك حين انسحب الأخير في مايو من "وزارة الكفاءة الحكومية" التابعة لإدارة ترمب، بعد انتقاده خطط الإنفاق الجديدة التي رفع بها ترمب سقف الدين العام بـ5 تريليونات دولار. ووصف ماسك تلك السياسات بأنها "هدر للمال العام" و"دعم لصناعات الماضي".
أعلن ماسك عن حزبه الجديد "حزب أمريكا" مدفوعاً باستطلاع رأي على "إكس"، زعم فيه أن 65% من المشاركين يؤيدون فكرة تأسيس حزب ثالث لكسر احتكار الحزبين التقليديين.
ردود الفعل تتسارع.. ترامب والبيت الأبيض يردان
لم يتأخر ترامب في الرد، إذ صعّد هجومه على ماسك عبر "تروث سوشال"، قائلاً: "من المحزن أن نرى ماسك يفقد السيطرة"، مضيفاً أن قانون الميزانية الجديد "ينهي الدعم السخيف للسيارات الكهربائية التي يصنعها ماسك".
أما وزير الخزانة سكوت بيسنت، فدعا ماسك للتركيز على إدارة أعماله، قائلاً في مقابلة: "مجالس إدارة شركاته لن تكون راضية عن تحركه الأخير.. هو بارع في التكنولوجيا أكثر من السياسة".
انقسام في آراء المستثمرين
رغم التحذيرات، رأى البعض في الخطوة تكتيكاً استراتيجياً. جيسون هسو، الرئيس التنفيذي لشركة "رايليانت غلوبال أدفايزرز"، وصف إعلان ماسك بأنه "تحرك ذكي سياسياً"، معتبراً أنه قد يمنحه قوة تفاوضية تحمي مصالحه التجارية.
لكن هسو أقر بأن السوق قد تشهد "تقلبات مؤقتة"، بسبب القلق من تشتت ماسك بين السياسة والأعمال، مشيراً إلى أن جزءاً من المجتمع الاستثماري لم يدرك بعد أن هذه الخطوة "قد تكون درعاً دفاعياً ضد قرارات ترمب المستقبلية".