السعودية على طريق الهيمنة اللوجستية.. نمو سوق الشحن الجوي إلى 5 مليارات دولار بحلول 2033

تتجه المملكة العربية السعودية بثبات نحو تعزيز مكانتها كمركز لوجستي إقليمي وعالمي، مدفوعة برؤية 2030 التي تستهدف تنويع الاقتصاد الوطني وتقليل الاعتماد على النفط.
وتشير التوقعات إلى أن سوق الشحن الجوي في المملكة سيشهد نموًا ملحوظًا، مرتفعًا من 2.87 مليار دولار في عام 2024 إلى 5.03 مليارات دولار بحلول عام 2033.
ويستند هذا النمو إلى ستة ممكنات رئيسية، أبرزها الموقع الجغرافي الإستراتيجي للمملكة واتجاهات التجارة الإلكترونية المتصاعدة، إضافة إلى استثمارات واسعة النطاق في البنية التحتية، مثل المناطق المخصصة للشحن الجوي في مطاري الملك خالد الدولي بالرياض والملك عبدالعزيز الدولي بجدة.
وتتميز هذه المناطق بإجراءات جمركية ميسرة، وتكامل في وسائل النقل، ما يجعلها نقطة محورية في سلاسل الإمداد العالمية.
طموح استراتيجي يعيد رسم المشهد الإقليمي
تشهد صناعة الشحن الجوي العالمية تحولًا جذريًا مع توسّع التجارة الإلكترونية، والحاجة إلى شبكات إمداد مرنة.
وتعد السعودية من أبرز الدول التي تستعد لاقتناص فرص هذا التحول، من خلال تطوير قطاع الشحن الجوي وتحديث أسطولها الجوي.
وفي خطوة استراتيجية، أعلنت شركة الخطوط السعودية للشحن عن استحواذها على طائرتي شحن من طراز A330-300P2F، تم تحويلهما من طائرات ركاب إلى شحن، من خلال شراكة مع شركة ASL Aviation Holdings.
وتوفر هذه الطائرات حمولة تصل إلى 62 طنًا ومدى يصل إلى 6850 كيلومترًا، ما يجعلها مثالية للشحن السريع وعالي القيمة.
ويجري تشغيل الطائرتين في البداية عبر شركة ASL Airlines Ireland، قبل إدراجهما ضمن أسطول السعودية للشحن في أواخر عام 2025، ضمن اتفاقية ACMI (الطائرات، الطاقم، الصيانة، التأمين)، التي تتيح للشركة التوسع دون تحمل أعباء التملك الكامل.
تعزيز مرونة السوق واستجابة سريعة للأزمات
أسهمت التوترات الجيوسياسية واضطرابات الشحن في البحر الأحمر في تسريع التحول نحو الشحن الجوي، إذ أصبحت السعودية بديلًا لوجستيًا فعالًا يربط بين قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا.
وتخطط المملكة لرفع عدد طائرات الشحن من 7 إلى 27 طائرة بحلول عام 2030، بما يعزز من قدرتها التنافسية في السوق العالمي.
التجارة الإلكترونية رافعة النمو اللوجستي
تلعب التجارة الإلكترونية دورًا محوريًا في تطور قطاع الشحن الجوي السعودي، حيث نقلت الخطوط السعودية للشحن نحو 64,107 أطنان من بضائع التجارة الإلكترونية خلال عام 2024، مسجلة زيادة بنسبة 23% على أساس سنوي.
وتعد المملكة والإمارات من أبرز المحركات في توسع سوق التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذي من المتوقع أن ينمو من 34.5 مليار دولار في 2024 إلى 57.8 مليار دولار بحلول عام 2029.