عداء بريطاني ”مسن” يفوز ببطولة أوروبا لألعاب القوى

في مشهد رياضي ملهم يتجاوز حدود التنافس، حقق العداء البريطاني كولين سبيفي إنجازًا استثنائيًا بفوزه بالميدالية الذهبية في سباق 800 متر لفئة 90 عامًا، ضمن منافسات بطولة أوروبا للأساتذة لألعاب القوى، التي أُقيمت في جزيرة ماديرا البرتغالية.
وسجل سبيفي زمنًا قدره 4 دقائق و17.60 ثانية، في سباق لا يقل عن كونه شهادة حية على أن العزيمة لا تعترف بالعمر، وأن الإرادة يمكن أن تتغلب على حدود الجسد.
من مدخّن إلى بطل قاري
قبل عام واحد فقط، شارك كولين سبيفي -الذي يبلغ من العمر الآن 91 عاما- في أولى منافساته على المضمار ضمن نهائي سباق 5 آلاف متر لفئة الرجال +85 عاما في بطولة أوروبا للأساتذة، وأنهى السباق الماضي في المركز الرابع بزمن 30:40 دقيقة، وكانت تلك أول تجربة له على المضمار بعد حياة خالية من الرياضة، مما جعل نتيجته حينها مفاجأة كبرى.
يقول العداء البريطاني: "بدأت التدخين بعد تخرجي من المدرسة الثانوية، ولم أفعل أي نشاط رياضي لسنوات طويلة، إلى أن تحداني أحدهم في سباق ميل واحد، ولم أستطع إنهاء نصفه. في تلك الليلة، ألقيت السجائر والغليون في القمامة، وقررت أن أغير حياتي".
من سباقات الهواة إلى منصة التتويج
بدأ سبيفي رحلته الجديدة بالمشاركة في سباقات الهواة لمسافات 10 و15 كيلومترا، ونصف الماراثون، وحتى الماراثون الكامل، غير أن مرض زوجته جعله يتوقف عن الجري لسنوات طويلة، قبل أن تعيده ابنته إلى المسار الصحيح من خلال اقتراحها المشاركة في سباقات "باركرون" الأسبوعية المجانية في بريطانيا.
ويقول مبتسما عن هذه التجربة: "لقد فتحت لي تلك السباقات عالما من المغامرات الرياضية الجديدة".
مثال للإصرار واللياقة في عمر الـ90
منذ عودته إلى المضمار، شارك سبيفي في فئتي 85 و90 عاما، محققا نتائج لافتة أثبتت أن اللياقة والعزيمة يمكن أن تتحديا الزمن. فبعد 4 عقود من التدخين والخمول، تحوّل الرجل التسعيني إلى رمز ملهم للعزيمة والروح الرياضية.
ويرى كولين سبيفي أن الرياضة ليست حكرا على الشباب، ويقول: "لم يفت الأوان لتبدأ. ما دمت على قيد الحياة، يمكنك أن تتحرك، وتتحدى نفسك، وتكتشف قدراتك".