الخميس 23 أكتوبر 2025 12:54 صـ 29 ربيع آخر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

الذهب قرب 4140 دولاراً بعد هبوط حاد 6.3% في جلسة الثلاثاء

الأربعاء 22 أكتوبر 2025 09:23 صـ 29 ربيع آخر 1447 هـ
الذهب
الذهب

شهدت أسواق المعادن النفيسة يوم الأربعاء حالة من التذبذب الحاد، عقب الانهيار الكبير الذي ضرب أسعار الذهب والفضة في الجلسة السابقة، في واحدة من أكبر موجات البيع منذ أكثر من عقد، وسط مخاوف متزايدة من أن الارتفاعات القياسية الأخيرة كانت مبالغاً فيها.

تراجع مفاجئ بعد صعود استثنائي

تداول الذهب الفوري قرب مستوى 4140 دولاراً للأونصة، بعدما تكبد خسارة بلغت 6.3% يوم الثلاثاء، مسجلاً أكبر انخفاض يومي منذ أكثر من 12 عاماً.

أما الفضة فقد ارتفعت بشكل طفيف بعد هبوط حاد بنسبة 8.7% في الجلسة السابقة، في حين أشارت المؤشرات الفنية إلى أن المعادن الثمينة دخلت منطقة "تشبع شرائي" دفعت المستثمرين إلى البيع وجني الأرباح.

هذا التراجع المفاجئ أنهى سلسلة مكاسب استمرت تسعة أسابيع متتالية للذهب، كانت قد دفعته لتسجيل مستويات تاريخية.

ورغم الهبوط الأخير، لا تزال الأسعار مرتفعة بنحو 55% منذ بداية العام، مدعومة بشراء البنوك المركزية وتدفقات قوية إلى صناديق المؤشرات المتداولة، إلى جانب تزايد الطلب على الملاذات الآمنة في ظل التوترات التجارية والجيوسياسية العالمية.

وقال نيكولاس فرابيل، رئيس الأسواق المؤسسية العالمية في شركة "إيه بي سي ريفاينري" (ABC Refinery) في سيدني، إن التراجع الحالي طبيعي بعد موجة الصعود الطويلة، مضيفاً: "ربما رأى المستثمرون أن الوقت مناسب لجني الأرباح بعدما حققوا مكاسب قوية من مراكز الشراء السابقة."

رهانات خفض الفائدة تدعم الذهب

كان الذهب قد استفاد في الأساس من توقعات الأسواق بأن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سيُقدم على خفض كبير في أسعار الفائدة قبل نهاية العام، إلى جانب ما يعرف بـ"تجارة تخفيض القيمة"، حيث يتجه المستثمرون للتحوّط من العجز المالي المتفاقم عبر الابتعاد عن العملات والديون السيادية.

لكن عقب هبوط الثلاثاء، خفّضت سيتي غروب توصيتها بالوزن الزائد على الذهب، محذّرة من تضخم المراكز الشرائية بشكل مفرط. وتوقّع فريق أبحاث السلع بقيادة تشارلي ماسي-كوليير أن تدخل الأسعار في مرحلة من التجميع والتماسك حول 4000 دولار للأونصة خلال الأسابيع المقبلة.

وأوضح التقرير: "العوامل الداعمة طويلة الأمد مثل مشتريات البنوك المركزية وتنويع الاحتياطيات بعيداً عن الدولار ما زالت قائمة، لكن الأسعار الحالية تجاوزت التقييم المنطقي المرتبط بسيناريوهات خفض القيمة."

محللون: التصحيح طبيعي رغم ضخامته

من جانبه، وصف نك تويدال، كبير محللي الأسواق في شركة "إيه تي غلوبال ماركيتس" (AT Global Markets)، ما حدث بأنه تصحيح فني طبيعي، مشيراً إلى أن "عمليات جني الأرباح الضخمة وتفعيل أوامر وقف الخسائر" ساهمت في تسريع وتيرة الهبوط.

وأضاف: "إذا كسر الذهب مستوى 4000 دولار بشكل واضح، فقد نشهد موجة بيع إضافية."

ضغوط من تفاؤل بالمحادثات التجارية

تزامن الهبوط أيضاً مع عودة التفاؤل بشأن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بعد تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترمب عبّر فيها عن أمله في التوصل إلى "صفقة جيدة" مع نظيره الصيني شي جين بينغ، رغم اعترافه بإمكانية تأجيل المفاوضات. هذا التطور خفف من الطلب على الملاذات الآمنة، وفي مقدمتها الذهب والفضة.

أزمة سيولة في سوق الفضة

في المقابل، لا تزال سوق الفضة تعاني من نقص حاد في السيولة بلندن، أدى الأسبوع الماضي إلى تجاوز الأسعار أعلى مستوى مسجّل منذ عام 1980 خلال محاولة الأخوين هنت احتكار السوق آنذاك.

ودفعت الفجوة السعرية بين الأسعار المرجعية في لندن والعقود الآجلة في نيويورك المتداولين إلى نقل المعدن فعلياً إلى العاصمة البريطانية لتخفيف أزمة المعروض.

كما شهدت مخازن بورصة شنغهاي للعقود الآجلة أكبر سحب يومي منذ فبراير، فيما انخفضت المخزونات في نيويورك كذلك.

أداء المعادن لحظة بلحظة

عند الساعة 11:45 صباحاً بتوقيت سنغافورة، ارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.3% إلى 4138.87 دولاراً للأونصة بعد أن كان قد تراجع في وقت سابق بنسبة 2.9%. كما صعدت الفضة 0.5% إلى 48.95 دولاراً، بينما انخفض البلاتين بعد هبوط بأكثر من 5% يوم الثلاثاء، وصعد البلاديوم بنسبة 1%. في المقابل، تراجع مؤشر بلومبرغ للدولار بنسبة 0.1%.