نورس حافظ: تراجعات الذهب والفضة ”طبيعية” بعد مكاسب قوية

أكد نورس حافظ، المحلل المتخصص في الأسواق المالية، أن الانخفاضات الأخيرة في أسعار المعادن الثمينة، وعلى رأسها الذهب والفضة، تأتي في إطار "حركة تصحيحية طبيعية" بعد موجة ارتفاعات استمرت لأسابيع، مشيرًا إلى أن هذه التراجعات لا تعني بالضرورة نهاية الاتجاه الصاعد.
وأوضح حافظ، خلال مداخلة مع قناة العربية بيزنس، أن الذهب والفضة حققا مكاسب تتراوح بين 10% و15% منذ بداية أكتوبر، مدعومين بموجة من الطلب التحوطي نتيجة تصاعد المخاوف الجيوسياسية، إلا أن هذه المخاوف بدأت تتراجع مؤخرًا، خصوصًا بعد أنباء عن لقاء محتمل بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، ما دفع المستثمرين إلى تقليص مراكزهم وتفعيل عمليات جني الأرباح.
مستويات دعم فني حاسمة
وأشار حافظ إلى أن الذهب يواجه دعمًا فنيًا هامًا عند مستوى 4000 دولار، محذرًا من أن كسر هذا المستوى قد يفتح الباب أمام مزيد من التراجعات نحو 3600 دولار. أما بالنسبة للفضة، فتقع مستويات الدعم الحاسمة بين 46 و47 دولارًا، حيث إن كسرها هبوطًا قد يُعيد الأسعار إلى مناطق الثلاثينات، وهي مستويات لم تُسجل منذ فترات طويلة.
ورغم هذه التحركات التصحيحية، شدد حافظ على أن الذهب والفضة سيظلان عنصرين رئيسيين في المحافظ الاستثمارية العالمية، مدعومين بعدة عوامل، من أبرزها:
استمرار الضبابية الجيوسياسية رغم محاولات التهدئة.
التباطؤ الاقتصادي العالمي الواضح في العديد من الاقتصادات الكبرى.
احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال الأشهر المقبلة، ما سيؤدي إلى إضعاف الدولار وتعزيز جاذبية المعادن النفيسة كتحوط ضد التضخم وفقدان القوة الشرائية.
التضخم الأمريكي تحت المجهر.. والأنظار تتجه نحو الفيدرالي
وفيما يخص تطورات التضخم في الولايات المتحدة، أشار حافظ إلى إمكانية تسجيل قراءات أعلى من المتوقع في البيانات المقبلة، مدفوعة بآثار التعريفات الجمركية والسياسات التجارية، إلا أنه يرى أن هذا لن يثني الاحتياطي الفيدرالي عن المضي قدمًا في مسار التيسير النقدي، معتبرًا أن الضغوط التضخمية الحالية "مؤقتة".
وأضاف: "سياسة خفض الفائدة أصبحت ضرورة في ظل تباطؤ النمو، وهو ما قد ينعكس سلبًا على الدولار ويعزز من الموقع الدفاعي للذهب، لا سيما في بيئة تتسم بتقلبات مرتفعة على مستوى الأسواق العالمية".
استقرار نسبي في العملات.. وتقلبات مرتقبة في الين الياباني
على صعيد سوق الصرف، توقع حافظ بقاء اليورو والجنيه الإسترليني في نطاق عرضي على المدى القريب، نتيجة توازن السياسات النقدية بين أوروبا والولايات المتحدة. لكنه أشار إلى أن زوج الدولار/ين قد يشهد تقلبات أوسع، خصوصًا مع دخول رئيس وزراء جديد إلى المشهد الياباني واحتمالات اتخاذ إجراءات تحفيزية قد تؤثر في توجهات العملة.
أسواق الأسهم الأمريكية أمام اختبار نتائج التكنولوجيا
أما بالنسبة للأسواق الأمريكية، فرأى حافظ أن المسار المستقبلي للمؤشرات، خاصة ناسداك وستاندرد آند بورز، سيتحدد بشكل كبير بناءً على نتائج أرباح الشركات، لاسيما شركات التكنولوجيا الكبرى، التي تُعد المحرك الرئيسي للزخم في وول ستريت.
وأشار إلى أن التوقعات بخفض الفائدة تعزز من أداء الأسهم عمومًا، ولكن الاستدامة مرهونة بـ"جودة أرباح الشركات ومدى قدرتها على تجاوز التحديات الاقتصادية القائمة".