تونس كريبس: التمويل الدولي يعكس ثقة المستثمرين في الاقتصاد السعودي

أكد تونس كريبس، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للبنك السعودي الأول، أن قدرة البنوك السعودية على الوصول إلى أسواق التمويل العالمية تمثل مؤشرًا قويًا على ثقة المستثمرين الدوليين في متانة الاقتصاد السعودي واستدامة إصلاحاته.
وأشار، في مقابلة تليفزيونية، إلى أن هذا الانفتاح على التمويل الخارجي يعزز السيولة المحلية، ويعكس قصة التحول الاقتصادي الهيكلي الذي تشهده المملكة ضمن مستهدفات رؤية 2030.
استراتيجية واضحة.. وأسواق أمريكا على الرادار
وأوضح كريبس أن التحول الجاري ليس وليد الصدفة، بل يأتي نتيجة تنفيذ خطة استراتيجية وضعتها جهات تنظيمية بارزة مثل الحكومة السعودية، وهيئة السوق المالية، والبنك المركزي السعودي.
وكشف أن البنك السعودي الأول توجه بالفعل إلى الأسواق الدولية أكثر من مرة خلال العام الحالي، مؤكدًا وجود خطط للعودة إلى أسواق رأس المال الأمريكية في عام 2026، في حال واصل نمو القروض هذا الزخم التصاعدي.
اهتمام آسيوي متزايد
وتطرق كريبس إلى تنامي الاهتمام من المستثمرين الآسيويين، لاسيما من هونغ كونغ، التي بدأت في ترسيخ علاقتها مع السوق المالية السعودية. وأبرز في هذا السياق إطلاق صناديق مؤشرات (ETFs) بالتعاون بين "ساب إنفست" وبنك هانغ سينغ، وهو ما أسس لمرحلة جديدة من التدفقات الاستثمارية ثنائية الاتجاه بين هونغ كونغ وسوق "تداول".
نمو في سوق العقارات رغم الفائدة
وفي ما يخص القطاع العقاري، أوضح كريبس أن البنك سجل أداءً يفوق المتوسط العام للقطاع، مدعومًا بمحفظة تمويل موجهة للعملاء ذوي الملاءة العالية.
وأضاف أن ارتفاع أسعار الفائدة لم يحد من الطلب، خصوصًا في العاصمة الرياض التي تشهد طفرة سكانية متسارعة، مشيرًا إلى أن فرض الضرائب على الأراضي غير المستغلة يمثل خطوة محفزة لزيادة المعروض العقاري وتخفيف الضغوط على السوق.
استقرار الوضع المصرفي
وفيما يتعلق بسياسة توزيع الأرباح، أكد كريبس أن البنك يواصل التزامه بالتوزيعات السنوية رغم ارتفاع الطلب على التمويل، لافتًا إلى أن تلك السياسة قائمة على مراجعة دقيقة لتوازن العوائد والنمو، وتحظى بدعم قوي من المساهمين.
وفي ختام تصريحاته، أكد أن وضع السيولة في النظام المصرفي السعودي مطمئن، مشيرًا إلى أن نمو القروض الذي يتجاوز نمو الودائع لا يشكل تهديدًا.
وأضاف: "هذا الحديث يتكرر سنويًا، لكن الحقيقة أننا نشهد قدرة واضحة للبنوك السعودية، بما فيها ساب، على تأمين السيولة من الأسواق الدولية عند الحاجة، وهو ما يعكس قوة النظام المالي بأكمله".