الأسهم الآسيوية ترتفع مع تزايد رهانات خفض الفائدة الأمريكية
ارتفعت الأسهم الآسيوية وسندات الخزانة الأميركية، اليوم الأربعاء، بعد صدور بيانات وظائف أميركية أضعف من المتوقع، عززت التوقعات بخطوة تيسيرية جديدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي، ما انعكس إيجاباً على معنويات المستثمرين في الأسواق العالمية.
ارتفاع جماعي للأسهم الآسيوية وتراجع محدود للدولار
صعد مؤشر "إم إس سي آي آسيا والمحيط الهادئ" بنسبة 0.6%، مدعوماً بتفوق الأسهم الرابحة على الخاسرة بنسبة 2 إلى 1، في حين ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر "ناسداك 100" الأميركي بنحو 0.5%.
وبينما افتتحت أسهم التكنولوجيا على انخفاض، سرعان ما تعافت مع صعود سهم "أدفانسد مايكرو ديفايسز" (AMD) بنسبة 4.8% في التعاملات الممتدة بعد توقعات بتحسن مبيعاتها، في المقابل تراجع سهم "سوفت بنك" في طوكيو بنحو 6% عقب بيعه حصته في "إنفيديا كورب".
بيانات وظائف ضعيفة تعيد الرهان على خفض الفائدة
أظهرت بيانات شركة "إيه دي بي ريسيرش" تباطؤ سوق العمل الأميركية خلال النصف الثاني من أكتوبر، إذ فقدت الشركات في المتوسط 11,250 وظيفة أسبوعياً خلال الأسابيع الأربع المنتهية في 25 أكتوبر.
وتسببت الأرقام في ارتفاع أسعار السندات الأميركية على طول منحنى العائد، حيث تراجع العائد على السندات لأجل 10 سنوات بمقدار 4 نقاط أساس إلى 4.08%. كما رفعت أسواق المال احتمالات خفض الفائدة في ديسمبر إلى نحو 70%.
في المقابل، ارتفع مؤشر الدولار بشكل طفيف بعد خمسة أيام متتالية من التراجع، بينما شهد الذهب تحركات محدودة.
نهاية الإغلاق الحكومي تعيد الثقة للأسواق
أعاد التقدم في ملف الإغلاق الحكومي الأميركي الثقة إلى المستثمرين، بعدما أقرّ مجلس الشيوخ إجراء تمويلياً مؤقتاً يسمح بإعادة فتح مؤسسات الحكومة، في انتظار تصويت مجلس النواب على مشروع الإنفاق الذي يُبقي معظم الوكالات مفتوحة حتى 30 يناير وبعضها حتى 30 سبتمبر.
وقال راجيف دي ميلو، مدير المحافظ العالمية في شركة "غاما أسيت مانجمنت"، إن استئناف عمل الحكومة "سيتيح رؤية أوضح لبيانات الاقتصاد الأميركي، ويمنح المستثمرين أساساً أكثر متانة لتقييم قوة النشاط الاقتصادي".
تزايد إشارات التباطؤ في سوق العمل الأميركية
أشارت بيانات "إيه دي بي" إلى أن القطاع الخاص أضاف 42 ألف وظيفة في أكتوبر بعد تراجعين متتاليين في الشهرين السابقين، بينما كشف تقرير "تشالينجر غراي أند كريسماس" أن أرباب العمل أعلنوا أكبر عدد من التسريحات لشهر أكتوبر منذ أكثر من عقدين، ما زاد القلق بشأن متانة سوق العمل الأميركية.
الأسواق تترقب وضوح مسار السياسة النقدية
كتب الخبيران الاستراتيجيان داميان ماكولوغ وأوما تشودري من "ويستباك بانكنغ كورب" في مذكرة:"من المرجح أن تظل الأسواق متأثرة بأجواء المخاطرة العامة وتصريحات مسؤولي الفيدرالي، لكن الاتجاه الواضح سيبقى غائباً في المدى القصير".
ويرجّح معظم الاقتصاديين الذين استطلعت "بلومبرغ" آراؤهم أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماعه المقرر يومي 9 و10 ديسمبر، رغم تصريحات رئيسه جيروم باول التي أكد فيها أن الخفض "ليس مضموناً".
تفاؤل حذر ببلوغ قمم جديدة للأسهم الأميركية
ورغم مخاوف التباطؤ، يرى محللون أن الأسواق لا تزال في وضع إيجابي نسبي.
وقال غارفيلد رينولدز، رئيس قسم "ماركتس لايف" في بلومبرغ، إن "الأسواق العالمية قد تواجه صعوبة في استعادة الزخم الكامل ما لم يتضح مسار التيسير النقدي، فيما تلعب المخاوف من فقاعة الذكاء الاصطناعي دوراً إضافياً في تقلبات السوق".
وفي السياق ذاته، أظهرت بيانات "بلومبرغ" أن استخدام مصطلح "التباطؤ الاقتصادي" في مكالمات أرباح الشركات تراجع إلى أدنى مستوى له منذ عام 2007، فيما يتجه مؤشر "إس آند بي 500" لتحقيق عام ثالث على التوالي من المكاسب.
وقال لويس نافلييه، مؤسس شركة "نافلييه آند أسوشيتس":"الاتجاه العام للأسواق ما يزال صعودياً، وتسجيل قمم جديدة بنهاية العام يبقى احتمالاً قوياً، خصوصاً إذا خفّض الفيدرالي الفائدة في ديسمبر ومالت لهجته نحو مزيد من التيسير".











