الخميس 4 سبتمبر 2025 03:49 مـ 11 ربيع أول 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

بين القاهرة والرياض والدوحة.. محور إقليمي عربي لرفض عودة الاحتلال الإسرائيلي وإجهاض التصعيد

الأربعاء 3 سبتمبر 2025 03:42 مـ 10 ربيع أول 1447 هـ
الرئيس السيسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان
الرئيس السيسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان

في ظل تصاعد وتيرة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وما يرافقه من دعوات لتهجير السكان الفلسطينيين، كثفت الدولة المصرية تحركاتها الدبلوماسية على المستويين الإقليمي والدولي، في إطار سعيها لتوحيد المواقف العربية، ورفض أي محاولة للمساس بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في البقاء على أرضه وإقامة دولته المستقلة.

وأكدت مصر، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن أي تحرك أحادي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية أو فرض التهجير القسري تحت أي غطاء، يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وتهديدًا مباشرًا للأمن والاستقرار في المنطقة.

تحرك رئاسي لتنسيق المواقف العربية

وفى هذا السياق، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي عددًا من الشخصيات القطرية والبحرينية رفيعة المستوى في القاهرة، وذلك لبحث تطورات الأوضاع الإقليمية والدفع باتجاه بلورة موقف عربي موحّد في مواجهة التصعيد الإسرائيلي المتواصل.

كما قام الرئيس السيسي بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، استجابة لدعوة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس الوزراء، لبحث سبل مواجهة التوترات المتصاعدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتأكيد على موقف البلدين الرافض لأي عمليات تهجير جماعي أو محاولات لإعادة فرض الاحتلال العسكري على قطاع غزة أو الضفة الغربية.

لقاءات مكثفة مع قيادات بحرينية

وفي إطار العلاقات الثنائية بين القاهرة والمنامة، استقبل الرئيس السيسي كلًا من الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، مستشار الأمن الوطني البحريني وقائد الحرس الملكي، والشيخ خالد بن حمد آل خليفة، قائد العمليات الخاصة، حيث أكد الجانبان أهمية مواصلة تنسيق الجهود لمواجهة التحديات الإقليمية.

اللقاء تضمن بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي، والتأكيد على دعم الأمن والاستقرار في المنطقة، بالإضافة إلى استعراض مستجدات الوضع في غزة، وسبل دعم جهود التهدئة وضمان إدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق.

توافق مصري قطري بشأن التهدئة والرفض المطلق للتهجير

كما استقبل الرئيس السيسي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، بحضور مسؤولي الأجهزة السيادية في البلدين، حيث أكد الجانبان توافقهما على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية، والإفراج عن الرهائن والأسرى، ورفض إعادة فرض الاحتلال أو تنفيذ أية عمليات تهجير جماعي.

وشدد اللقاء على أهمية إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط.

السيسي يؤكد: لا بديل عن الدولة الفلسطينية

وجدد الرئيس السيسي خلال اللقاءات موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن أي محاولة لفرض حلول غير عادلة أو القفز على الحقوق التاريخية للفلسطينيين ستُقابل برفض عربي ودولي واسع.

كما أشار إلى ضرورة البدء الفوري في عملية إعادة إعمار قطاع غزة، والإعداد لعقد "مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة الإعمار"، بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة.

كما جرت مناقشات موسعة حول ضرورة مواصلة التنسيق العربي المشترك لمواجهة التدخلات الخارجية، ودعم الدول العربية التي تواجه أزمات داخلية، بما يعزز من استقرار المنطقة ويحفظ وحدة أراضيها.

تعزيز الشراكة المصرية السعودية في مواجهة التحديات الإقليمية

خلال زيارة الرئيس السيسي إلى مدينة نيوم السعودية، عقد جلسة مباحثات موسعة مع ولي العهد السعودي، تم خلالها بحث العلاقات الثنائية، وتأكيد الجانبين على عمق الروابط التاريخية بين البلدين.

الجانبان اتفقا على الإسراع في تفعيل "مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي" كإطار مؤسسي شامل لتعزيز الشراكة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والصناعية والطاقة والنقل، مع التركيز على التحديات الأمنية الإقليمية، وفى مقدمتها الأوضاع في غزة والضفة الغربية.

كما ثمّن ولي العهد السعودي الدور المحوري الذي تلعبه مصر في دعم القضية الفلسطينية وتحقيق التوازن الإقليمي، مؤكدًا أن الشراكة مع القاهرة تمثل ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة.

اتصالات دولية لدعم الموقف المصري

على المستوى الدولي، تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالين هاتفيين من كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، أكدا خلالهما دعمهما للجهود المصرية الرامية إلى وقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

الرئيس الفرنسي أعرب عن تقديره للجهود المصرية المستمرة لاحتواء التصعيد، مشيرًا إلى أهمية التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية.

كما جدد ماكرون خلال الاتصال التزام بلاده بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر 2025، وهي الخطوة التي رحبت بها مصر واعتبرتها دعمًا حاسمًا لتثبيت الحقوق الفلسطينية المشروعة.

من جانبه، شدد رئيس الوزراء اليوناني على ضرورة تعزيز التعاون مع مصر في ظل تطابق وجهات النظر تجاه معظم القضايا الإقليمية، مشيرًا إلى أهمية البدء العاجل في إعادة إعمار غزة بعد وقف إطلاق النار.