الأحد 2 نوفمبر 2025 12:21 صـ 10 جمادى أول 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

افتتاح المتحف المصري الكبير.. التباهي بالمجد والحضارة

السبت 1 نوفمبر 2025 05:41 مـ 10 جمادى أول 1447 هـ
افتتاح المتحف المصري الكبير.. التباهي بالمجد والحضارة

حضارة عمرها 7 آلاف سنة ولدت على أرض الكنانة، مصر التي تبهر العالم مجددا بافتتاح المتحف المصري الكبير، واستعراض عظمة صناع التاريخ البشري بالقرب من أبرز علاماته وهي الأهرامات.

اليوم، الأول من نوفمبر عام 2025، يفتح المصري ذراعيه لاستقبال زعماء ورؤساء وملوك وقادة، وشعوب وأقوام، كي يتفاخر أمامهم بحماية حضارة أجداده وصون آثارهم وتراثهم، واكتشاف أسرارها والبوح بها تباعا، فمصر ليست كدول فقدت حضارتها مع احتلال أو إرهاب، أو تخلت عن هويتها تحت ضغط ثقافة مستعمر، بل كانت في أشد الظروف قسوة داعمة لغيرها من الشعوب في كل أرجاء الأرض، وبينها الشعب الكوردي الذي لاقى دعم الزعيم المصري جمال عبدالناصر وكذلك اعتراف الرئيس عبدالفتاح السيسي بحقوقه القومية وثباتها بحماية لغته.

مقارنة بسيطة بين نسبة ما تملكه مصر من آثار قياسا على جملة ما يملكه العالم كله، وما تظهره بمتحفها الكبير اليوم مقارنة بما دمره المغول في بغداد أو ما فقده العراق في 2003 أو الحرب الداعشية في 2017، يمكن أن نستنتج حقيقة هامة، وهي أن آثار مصر كانت ولاتزال في حماية المصريين، و ها هم الآن يحتفلون بتاريخ طويل من جهود حمايتها والحفاظ عليها.

ككوردي، أنتمي لشعب له ثقافته وحضارته، أعرف قيمة اللحظة التاريخية التي تعيشها مصر الآن، وهي مهد الإبداع و التقدم و الرقى، على نيل عظيم زينها بجماله وخيره، هي بلد التآخي و العيش المشترك بين أبنائها و من هاجر أو لجأ إليها فلم تفرق بين هذا و ذاك، أمام حضارتها وكفاح شعبها وعظمة قيادتها الوطنية يندهش العالم، وأمام جيشها يقدر كل عدو قوته وهيبته وعظمة تضحيات جنوده في حماية أرضها، وقد جاء في القران الكريم، "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"، وقد وجد فيها يوسف عليه السلام كل الخير،وفيها نعمت عائلته بالسلام والاستقرار.

عظمة الحضارة المصرية لها دلالة على تضحيات وفكر وعلم وتحالف إرادة فراعنة حكام مع شعبهم، فالأهرامات ليست دلالة على استعباد مع ثقل أجحارها أو طول مسافة جلبها من أماكنها، وتصميمها وغيرها من المعابد لا يشير إلا لعقل واع بحسابات فلكية وقياسات هندسية عالية باكرة، فكان لها تاريخ بعمر أرضها ذاتها.

بالتأكيد؛ فقد بدأ تأسيس المتحف المصري الكبير كفكرة، وضمن خطة قرأت ملامحها و زرت بعض مناطق تنفيذها خلال سنوات إقامتي الأخيرة الدائمة في مصر، فإن إعادة الاعتبار لكافة المناطق التراثية بات هدفا قوميا تتحقق خطواته بامتياز، مع التخلص من العشوائيات من حوله، واستثمار الواجهة النيلية، واستغلال كافة الميزات الاستثمارية في مظاهر الحضارة المصرية، ومن هنا جاءت خطوات تطوير المتحف المصري بالتحرير، وقلعة صلاح الدين الأيوبي الذي نعتز بأصله الكوردي ولنا مثلها في إقليم كوردستان، ومجمع الأديان في القاهرة، وبناء متحف الحضارة على بحيرة عين الصيرة، وغيرها من الخطوات التي جعلت سياحة الآثار تنشط بقوة أكبر في مصر.

نبارك للمصريين والرئيس عبد الفتاح السيسي افتتاح المتحف المصري الكبير، ذلك الحدث الذي شد انتباه العالم كله، ليكون مكانا للدهشة والتعلم وحفظ التاريخ البشري وحضارة شعب سبق كل العصور، مؤكدا أن التاريخ المصري لا يشيخ ولا يقدر على محوه أحد، ومستخدما أفضل الأساليب العلمية في نقل آثاره وتحريكها وإعادة عرضها في أفضل أماكن تليق بصونها وحمايتها وإتاحة الفرصة أمام الفنانين والباحثين لدراستها.

كاتب صحفي من كوردستان العراق

موضوعات متعلقة