• الرئيسية
• اقتصاد بالعربي

حققت الولايات المتحدة إنجازاً غير مسبوق في تحصيل الرسوم الجمركية، حيث تجاوزت عائداتها 100 مليار دولار لأول مرة خلال السنة المالية الحالية، وفقاً لأحدث بيانات وزارة الخزانة الأميركية.

وارتفعت الإيرادات الجمركية بنسبة 13% على أساس سنوي خلال شهر يونيو فقط، لتصل إلى 27 مليار دولار، ما رفع إجمالي العائدات منذ بداية السنة المالية (التي تنتهي في سبتمبر) إلى نحو 113 مليار دولار، بحسب التقرير الشهري للموازنة الفيدرالية.

ويعود هذا النمو في الإيرادات إلى السياسات الجمركية المشددة التي أطلقتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي لاتزال مستمرة حتى اليوم.

وأشار وزير الخزانة سكوت بيسنت إلى أن الحصيلة المتوقعة من الرسوم قد تتجاوز 300 مليار دولار بنهاية عام 2025، في ظل استمرار الإجراءات الحالية.

ورغم الطفرة الكبيرة في العائدات الجمركية، إلا أن العجز المالي للولايات المتحدة واصل التوسع. فقد بلغ العجز في الأشهر التسعة الأولى من السنة المالية (من أكتوبر إلى يونيو) نحو 1.4 تريليون دولار، بزيادة قدرها 64 مليار دولار، أي ما يعادل 6% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي.

ويُعزى هذا التفاقم إلى ارتفاع النفقات الحكومية، خاصة في قطاعات مثل الرعاية الصحية للمسنين وذوي الدخل المحدود، إضافة إلى قفزة قياسية في تكلفة خدمة الدين العام. فقد تخطت مدفوعات الفائدة على الدين حاجز 920 مليار دولار، ما يشكل ضغطاً متزايداً على المالية العامة للبلاد.

ويشير المحللون إلى أن هذا التباين بين الإيرادات المتنامية والعجز المتصاعد يسلط الضوء على التحديات المالية التي تواجه أكبر اقتصاد في العالم، خاصة في ظل تزايد الإنفاق على برامج الدعم الاجتماعي والفوائد المرتفعة على الديون.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه الأسواق الأمريكية واحدة من أقسى موجات خفض التصنيفات الائتمانية منذ عام 2021، ما يثير مخاوف متزايدة بشأن قدرة الشركات على الوفاء بالتزاماتها وسط مناخ اقتصادي تكتنفه الضبابية.

ووفقاً لتقرير حديث صادر عن خبراء استراتيجيين في بنك "جيه بي مورغان تشيس آند كو"، فقد تم خلال الربع الثاني من العام الجاري خفض التصنيف الائتماني لديون أمريكية ممتازة بقيمة 94 مليار دولار، مقارنة بنحو 78 مليار دولار فقط من الديون التي تم ترقيتها.