الأحد 13 يوليو 2025 08:19 مـ 17 محرّم 1447 هـ
بوابة بالعربي
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

ترامب يشعل فتيل حرب تجارية جديدة برسوم جمركية 30%.. والأسواق تترقب

الأحد 13 يوليو 2025 10:03 صـ 17 محرّم 1447 هـ
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

في خطوة مفاجئة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على واردات الولايات المتحدة من الاتحاد الأوروبي والمكسيك، على أن تدخل حيز التنفيذ بدءاً من الأول من أغسطس 2025.

ويبدو أن هذا التصعيد يعيد إلى الواجهة أجواء الحرب التجارية التي طبعت ولايته الأولى، ما خلق حالة من القلق والتخبط في الأسواق العالمية.

ضغوط مباشرة على الأسواق مع بدء التداولات

مع افتتاح جلسات الأسبوع، تأثرت الأسواق المالية العالمية بشكل فوري. حيث سجلت مؤشرات الأسهم الأمريكية تراجعاً طفيفاً عن مستوياتها القياسية، وسط موجة من الحذر والترقب من قبل المستثمرين.

كما سجل الدولار الأمريكي أفضل أداء أسبوعي منذ فبراير، مما يعكس انتقال المستثمرين إلى الأصول الآمنة.

هل هي مجرد ورقة تفاوض أم تهديد جاد؟

لطالما تعامل المستثمرون مع تهديدات ترمب التجارية باعتبارها أداة تفاوض وليست خطوات حقيقية، وهو ما دفع البعض للتقليل من أثر الإعلان. لكن خبراء اقتصاديين، مثل "براين جاكوبسن" من شركة "Annex Wealth Management"، حذروا من هذا الافتراض، مؤكدين أن فرض رسوم بهذا الحجم قد يُلحق ضرراً واسعاً بالاقتصاد الأوروبي بشكل خاص.

وقال جاكوبسن "هذه ليست مجرد تهديدات جوفاء... فرض رسوم بنسبة 30% يُعد إجراءً عقابياً حقيقياً".

ردود فعل دولية.. قلق وتحرك دبلوماسي

الاتحاد الأوروبي سارع إلى الرد، واصفاً الإجراء الأمريكي بأنه غير مبرر، وبدأ بالتحضير لإجراءات انتقامية لحماية مصالحه التجارية.

أما المكسيك، فأبدت استياءها من القرار رغم تعاونها الأخير مع واشنطن في ملف الهجرة وأمن الحدود، وأكدت بدء مفاوضات عاجلة لتجنب التصعيد.

ترامب من جهته، أبقى الباب مفتوحاً لإجراء "تعديلات مستقبلية" على الرسوم إذا تحققت نتائج إيجابية في التفاوض.


الأسواق في حيرة.. والرسائل متناقضة

تواجه الأسواق صعوبة متزايدة في تسعير تداعيات سياسة الرسوم المتقلبة التي يعتمدها ترمب. ففي أبريل الماضي، عندما أعلن عن "يوم التحرير الاقتصادي"، شهدت الأسواق اضطراباً مماثلاً، قبل أن تعود للهدوء بعد تراجعه عن بعض القرارات.

ورغم تحديد ترامب الأول من أغسطس كموعد نهائي، يرى محللون أن التراجع لا يزال وارداً، خصوصاً إن دخلت المفاوضات مراحل متقدمة.

تأثيرات محتملة على قطاعات حيوية

  • الصناعة والسيارات: شركات أوروبية وأمريكية تعتمد على مكونات مستوردة من المكسيك وأوروبا، مثل "فورد" و"فولكسفاغن"، قد تواجه تكاليف إنتاج أعلى.
  • الزراعة والسلع الاستهلاكية: واردات الغذاء والمواد الخام من المكسيك مرشحة لارتفاع الأسعار داخل السوق الأمريكية.
  • البتكوين والعملات الرقمية: لم تُظهر تأثراً كبيراً حتى الآن، لكنها ستتأثر لاحقاً بتغيرات شهية المخاطرة.


العد التنازلي حتى 1 أغسطس

تمثل الأيام المقبلة اختباراً حاسماً لنية ترامب تنفيذ تهديداته، الأسواق تراقب عن كثب تطورات المفاوضات، وتحاول التكيف مع حالة عدم اليقين التي تزداد تعقيداً كلما اقترب الموعد النهائي لتطبيق الرسوم.

وفي النهاية نجد أن تهديد ترامب الجديد بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% يمثل تصعيداً اقتصادياً خطيراً قد يُشعل فتيل مواجهة تجارية عالمية، ويضع الأسواق أمام تحديات معقدة في التقييم والتسعير.

وبين من يعتبرها مجرد مناورة تفاوضية، ومن يراها بداية لمرحلة جديدة من الحمائية، يبقى اليقين الوحيد هو أن العالم سيترقب ما سيحدث في الأول من أغسطس.