الخميس 17 يوليو 2025 02:21 صـ 20 محرّم 1447 هـ
بوابة بالعربي
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

بورصة سلع سعودية مرتقبة.. خطوة استراتيجية لسيادة تسعير المنتجات

الأربعاء 16 يوليو 2025 10:29 صـ 20 محرّم 1447 هـ
الرياض
الرياض

هذا الخبر برعاية

تعمل السعودية على إطلاق بورصة للسلع الأساسية في العاصمة الرياض، في خطوة تهدف إلى تعزيز استقلالية السوق المحلية عن التسعير العالمي، وتوفير آلية عادلة لاحتساب الأسعار استناداً إلى آليات العرض والطلب.

وسيتم تأسيس هذه البورصة عبر تعاون وثيق بين وزارة الصناعة والثروة المعدنية والقطاع المالي في المملكة، حيث يجري حالياً إعداد الدراسات اللازمة والتجهيزات الفنية لإطلاق السوق، وفقاً لما كشفه خالد المديفر، نائب وزير الصناعة لشؤون التعدين، في مقابلة مع قناة "الشرق" على هامش مؤتمر التعدين المنعقد في القاهرة.

وتُعد بورصات السلع الأساسية، بحسب البنك الدولي، منصات مركزية ومنظمة لتداول السلع، تتيح تحديد الأسعار بشكل شفاف من خلال التفاعل بين المشترين والبائعين.

توجه السعودية نحو تأسيس هذه السوق ليس حديث العهد، إذ سبق لمجلس الشورى في مايو 2023 أن طالب هيئة السوق المالية بدراسة جدوى إنشاء بورصة للسلع في المملكة.

تقدم ملحوظ في مستهدفات التعدين ضمن "رؤية 2030"

وفي ما يتعلق بقطاع التعدين، أكد المديفر أن المملكة تواصل التقدم نحو تحقيق مستهدفاتها ضمن "رؤية 2030"، حيث تسعى لجعل قطاع التعدين ثالث أكبر مساهم في الناتج المحلي بعد النفط والغاز والصناعات البتروكيماوية.

وأشار إلى أن التحديثات التي شهدها القطاع منذ إطلاق استراتيجية التعدين عام 2017، أسهمت في تحسين البيئة الاستثمارية من خلال تنظيمات واضحة، تسريع إصدار التراخيص، توفير البيانات، وتحفيز الاستثمار من خلال مزايا تنافسية مالية.

نتيجة لهذه الإصلاحات، تمكنت المملكة من جذب نحو 32 مليار دولار استثمارات في مشاريع تعدين تشمل الحديد والفوسفات والألمنيوم والنحاس، وهي مشاريع قيد الإنشاء حالياً. هذا الرقم يمثل قرابة ثلث المستهدف الكلي البالغ 100 مليار دولار بحلول عام 2030.

نمو كبير في استكشاف المعادن وعدد الشركات العاملة

وكشف المديفر أن الإنفاق على أنشطة الاستكشاف في المملكة تضاعف أربع مرات منذ عام 2018، ليصل إلى 100 دولار لكل كيلومتر مربع، وبمعدل نمو سنوي بلغ 32%، متجاوزاً بكثير المعدلات العالمية التي تتراوح بين 6 و8%.

كما ارتفع عدد شركات الاستكشاف العاملة في السعودية من 6 شركات فقط في 2019 إلى 138 شركة حالياً، 60% منها من فئة الشركات الصغيرة والمتوسطة، فيما تمثل الشركات الأجنبية نحو 70% من إجمالي عدد الشركات في القطاع.

زيادة كبيرة في الاحتياطيات وتوسيع نطاق الطروحات

وأكد المديفر أن السعودية استثمرت أكثر من مليار ريال في المسح الجيولوجي لمساحة 630 ألف كيلومتر مربع، ما أسفر عن رفع تقديرات احتياطيات المعادن في البلاد إلى أكثر من 2.5 تريليون دولار، مقارنةً بـ1.3 مليار دولار فقط قبل خمس سنوات.

وفي إطار التوسع، تستعد وزارة الصناعة والثروة المعدنية لطرح مزايدات جديدة لاستكشاف المعادن تغطي 50 ألف كيلومتر مربع بحلول نهاية العام الجاري، مع نية الاستمرار في طرح نفس المساحة سنوياً خلال السنوات المقبلة.

السعودية تسعى لتكون مركزاً إقليمياً لصناعات التعدين

وفي ختام تصريحاته، أوضح المديفر أن السعودية تسعى للعب دور محوري كمركز إقليمي لصناعة المعادن في منطقة تمتد من شرق أفريقيا إلى غرب آسيا وآسيا الوسطى، مستفيدة من التشابه الجيولوجي وتنوّع الموارد المعدنية في هذه المناطق.

وأشار إلى أن تعزيز التعاون بين الشركات في المنطقة، وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية، سيؤدي إلى خلق منظومة تكاملية قوية تعود بالفائدة على جميع الأطراف.

هذا الخبر برعاية