البنوك السعودية تكثف إصدارات أدوات الدين وسط ترقب خفض الفائدة الأمريكية

تكثف البنوك السعودية من إصداراتها لأدوات الدين خلال الربع الثالث من عام 2025، في خطوة تعكس استعداد السوق لاحتمال خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة الأمريكية، واستفادة البنوك من التوقعات الحالية لجذب تمويل بشروط ميسرة نسبيًا.
مليار دولار من "السعودي الفرنسي"
أحدث الإصدارات جاء من البنك السعودي الفرنسي، الذي أعلن عن طرح سندات دولارية بقيمة مليار دولار، لينضم إلى موجة نشطة من الإصدارات تقودها البنوك السعودية هذا العام. ويتبع البنك السعودي الأول ومصرف الإنماء نهجًا مشابهًا، حيث يخططان لإصدارات قادمة، لكن لم يتم الإعلان بعد عن التفاصيل المالية الخاصة بها.
عام قياسي لإصدارات الدين
مع الإصدار الأخير، ارتفع إجمالي أدوات الدين الصادرة عن البنوك المدرجة في السوق السعودية منذ بداية عام 2025 إلى 11.4 مليار دولار، متجاوزًا الرقم الكامل لعام 2024 البالغ 9.5 مليار دولار، من خلال 15 إصدارًا حتى الآن.
البنك السعودي الفرنسي يتصدر القائمة بإصدارات بلغت 2.4 مليار دولار، يليه بنك الرياض بـ1.78 مليار دولار، ثم البنك الأهلي السعودي، الأكبر من حيث الأصول، والذي يملك فيه صندوق الاستثمارات العامة حصة بنحو 37.2%.
إصدارات محسوبة قبل خفض الفائدة؟
يُرجّح محللون أن البنوك تسابق الزمن للإصدار قبل انخفاض محتمل في أسعار الفائدة الأمريكية، وهي خطوة وصفها هشام العياص، كبير المحللين الماليين في “الشرق”، بأنها مدروسة، معتبراً أن الأسواق “سعّرت” الخفض بالفعل بنسبة تصل إلى 85% في سبتمبر، استنادًا إلى أدوات المقايضة المرتبطة باجتماعات السياسة النقدية.
ثقة المستثمرين رغم فجوة الأصول
ويؤكد العياص أن ثقة المستثمرين في الإصدارات السعودية تعززها التصنيفات الائتمانية الجيدة للبنوك، والعوائد المغرية، مقارنة بانخفاض مستويات المخاطر، سواء في السوق المحلية أو العالمية.
ورغم الزخم في الإصدارات، تبقى فجوة صافي الأصول الأجنبية للبنوك السعودية محل متابعة، حيث بلغ العجز 123.5 مليار ريال حتى نهاية يونيو، مسجلًا عجزًا للشهر الثاني عشر على التوالي، وفق بيانات البنك المركزي السعودي، مما يثير تساؤلات حول استدامة الاقتراض الخارجي في ظل التزامات تمويل مشاريع البنية التحتية والرؤية الاقتصادية طويلة الأجل.