أوبن إيه آي ترفع توقعاتها لاستهلاك السيولة إلى 115 مليار دولار حتى 2029

كشفت تقارير إعلامية حديثة عن رفع شركة «أوبن إيه آي» (OpenAI) بشكل كبير لتوقعاتها بشأن استهلاك السيولة النقدية حتى عام 2029، لتصل إلى 115 مليار دولار، وذلك في ظل التوسع المتسارع في مشاريع تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها نموذج المحادثة الشهير «تشات جي بي تي» (ChatGPT).
ووفقًا لما أورده موقع The Information ونقلته وكالة «رويترز»، فإن هذه التوقعات الجديدة تمثل زيادة قدرها 80 مليار دولار مقارنة بالتقديرات السابقة، مما يعكس حجم الطموحات والاستثمارات الهائلة التي تضعها الشركة في صدارة سباق الذكاء الاصطناعي العالمي.
تضاعف في استهلاك السيولة خلال السنوات المقبلة
وتُقدّر الشركة أن استهلاك السيولة سيتجاوز 8 مليارات دولار في عام 2024، أي أعلى بنحو 1.5 مليار دولار من توقعاتها الأولية لهذا العام. وتشير الأرقام إلى أن هذا المعدل مرشح للارتفاع السريع خلال الأعوام المقبلة:
2025: أكثر من 17 مليار دولار (ارتفاع بـ10 مليارات عن التقديرات السابقة)
2027: حوالي 35 مليار دولار
2028: يصل إلى 45 مليار دولار
ويمثل هذا التوسع المالي تحديًا كبيرًا أمام الشركة، ما يدفعها إلى البحث عن حلول لخفض التكاليف التشغيلية، خصوصًا تلك المتعلقة بالبنية التحتية الحاسوبية العملاقة التي تتطلبها عمليات تطوير وتشغيل النماذج الذكية.
تحركات لتقليص التكاليف من خلال تطوير رقائق خاصة
في هذا السياق، تعتزم «أوبن إيه آي» المضي قدمًا نحو تصنيع شرائح ذكاء اصطناعي خاصة بها لأول مرة خلال عام 2025، وذلك بالشراكة مع شركة أشباه الموصلات الأميركية برودكوم (Broadcom)، وبالتعاون مع شركة TSMC التايوانية لتصنيع الرقائق.
ويأتي هذا التوجه في إطار محاولات السيطرة على النفقات المتزايدة الناتجة عن اعتماد الشركة الكبير على خوادم الحوسبة السحابية، حيث باتت «أوبن إيه آي» واحدة من أكبر مستأجري الخوادم عالميًا لتشغيل نماذجها المتقدمة.
وتسعى الشركة من خلال تطوير بنية تحتية خاصة بها إلى تعزيز استقلاليتها التقنية وخفض التكاليف طويلة الأجل، خصوصًا في ظل الزيادة المطّردة في الطلب على خدمات الذكاء الاصطناعي.
المنافسة تحتدم بين عمالقة التكنولوجيا
يأتي تحرك «أوبن إيه آي» في أعقاب خطوات مشابهة من شركات عملاقة مثل غوغل، أمازون، وميتا، والتي طورت شرائح ذكاء اصطناعي مخصصة لدعم عملياتها الخاصة في مجالات التدريب والتشغيل للنماذج الذكية.
وتعكس هذه التوجهات تسارع المنافسة العالمية نحو التحكم في سلاسل الإمداد التقنية وتطوير شرائح خاصة بالذكاء الاصطناعي، باعتبارها عنصرًا استراتيجيًا في معركة التفوق التكنولوجي.
وفي هذا السياق، كشف الرئيس التنفيذي لشركة «برودكوم»، هوك تان، أن شركته تلقت طلبات بأكثر من 10 مليارات دولار للبنية التحتية الخاصة بالذكاء الاصطناعي من عميل جديد لم يُعلن اسمه، في إشارة إلى الحجم المتصاعد لهذا السوق الذي بات يشكل أحد أهم محاور النمو المستقبلي.