صندوق النقد: الفيدرالي الأمريكي قد يخفض الفائدة مجددًا هذا العام

أكدت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغيفا، أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يُقدم على خفض جديد لأسعار الفائدة قبل نهاية العام، مشددة على ضرورة أن يوازن البنك بين تباطؤ النمو الاقتصادي والضغوط التضخمية التي لم تتراجع بالكامل بعد.
توازن دقيق بين النمو والتضخم
وقالت غورغيفا، في مقابلة مع وكالة رويترز، إن الاقتصاد الأمريكي أظهر مرونة كبيرة خلال العام الجاري، متفوقاً على معظم التوقعات، حيث سجل نموًا بلغ 3.8% في الربع الثاني من 2025، مدفوعًا بإنفاق استهلاكي قوي، رغم بعض الإشارات إلى تباطؤ وتيرة التوظيف.
وأضافت: "الصورة الاقتصادية في الولايات المتحدة تبدو غير واضحة تمامًا، فالتضخم توقف عن التراجع بالوتيرة المطلوبة، بينما يظهر الاقتصاد علامات على الضعف النسبي، ما يجعل قرارات الفيدرالي القادمة شديدة الحساسية".
خفض الفائدة في سبتمبر.. ومزيد من الخطوات محتملة
وكان الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد خفّض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماعه الأخير خلال سبتمبر، في خطوة وصفها رئيسه جيروم باول بأنها توازن بين كبح التضخم ودعم سوق العمل، مع الإبقاء على السياسة النقدية ضمن نطاق "مشدد بحذر".
تأثير الرسوم الجمركية وعودة التكتلات الإقليمية
وأشارت غورغيفا إلى أن المستهلكين الأميركيين لم يشعروا بعد بالأثر الكامل للرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، موضحة أن بعض الشركات الكبرى ذات الهوامش المرتفعة ما زالت تتحمل جزءًا من التكلفة.
وأوضحت أن هذه السياسة تمثل تحوّلًا عن عقود من الانفتاح التجاري والرسوم المنخفضة، معتبرة أن "الاقتصاد العالمي يتحول تدريجياً إلى نظام متعدد الأقطاب"، حيث تسعى العديد من الدول إلى بناء شراكات إقليمية جديدة واتفاقات متعددة الأطراف.
خريطة اقتصادية عالمية جديدة
وختمت مديرة صندوق النقد الدولي تصريحاتها بالقول: "لا أعتقد أننا سنعود إلى العالم الذي عرفناه قبل جائحة كوفيد-19... نحن الآن أمام واقع جديد يقوم على التكامل الإقليمي والتعاون بين الأسواق الناشئة، مع فرص كبيرة في مناطق مثل رابطة آسيان، ودول الخليج، وبعض الاقتصادات الصاعدة في إفريقيا".
وأضافت أن هذا التحول يمثل "نموذجًا أكثر تنوعًا واستقرارًا للتجارة العالمية والخدمات المالية"، ما يعكس إعادة تشكيل حقيقية للاقتصاد الدولي بعد عقد من الأزمات المتتالية.