الإثنين 20 أكتوبر 2025 08:00 مـ 27 ربيع آخر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

الشراكة مع القطاع الخاص في سكك السعودية.. خطوة في الاتجاه الصحيح

الإثنين 20 أكتوبر 2025 12:52 مـ 27 ربيع آخر 1447 هـ
سامر شقير
سامر شقير

ما يحدث اليوم في قطاع النقل السعودي يستحق التوقف عنده. فبينما تسعى المملكة بخطى ثابتة لتحقيق رؤية 2030، بدأت تتعامل مع مشاريعها العملاقة بعقلية جديدة، لا تعتمد فقط على الإنفاق الحكومي، بل تفتح الأبواب أمام القطاع الخاص ليكون شريكًا حقيقيًا في التنمية.

ومن أبرز هذه المشاريع، مشاريع السكك الحديدية التي تُعد واحدة من أكثر القطاعات الواعدة في المستقبل القريب.

التمويل الذكي بدلاً من التمويل الأحادي

لطالما اعتدنا أن الدولة هي من تموّل وتدير مشاريع البنية التحتية بالكامل. لكن هذا النموذج لم يعد كافيًا في زمن تتسارع فيه التغيرات التقنية والاقتصادية.
اليوم، السعودية تتجه نحو الشراكة والاستثمار المشترك، لتجذب القطاع الخاص بخبراته وقدراته، ليس فقط لتوفير التمويل، بل للمساهمة في إدارة وتشغيل المشاريع بكفاءة أعلى.
بهذا الأسلوب، تتحول السكك الحديدية من مشروع حكومي ضخم إلى فرصة استثمارية متكاملة يشارك فيها الجميع ويستفيد منها الجميع.

مشاريع تنقل المملكة إلى مستوى جديد

خذ مثلًا مشروع “الجسر البري”، الذي سيربط شرق المملكة بغربها، ويفتح ممرًا حيويًا بين الخليج والبحر الأحمر. هذا المشروع يمكن أن يغيّر شكل التجارة والنقل في المنطقة بأكملها، ويجعل من السعودية مركزًا لوجستيًا عالميًا حقيقيًا.
ثم هناك مشروع “الربط الخليجي”، الذي سيوصل دول مجلس التعاون بشبكة قطارات حديثة، تُسهّل تنقل الناس والبضائع وتدعم التكامل الاقتصادي الإقليمي.

وما يزيد هذه المشاريع أهمية هو أن المملكة تخطط لتوسيع شبكة السكك الحديدية بنحو 8 آلاف كيلومتر إضافية — رقم يعكس طموحًا غير مسبوق، ويفتح الباب أمام شركات محلية ودولية للمشاركة في البناء والتشغيل والتقنيات الحديثة.

البيئة الاستثمارية أصبحت جاهزة

تصريحات وزير النقل صالح الجاسر أوضحت أن الوزارة تعيد هيكلة المشاريع بطريقة جاذبة للمستثمرين، بحيث يتم تقسيمها وتكييفها وفق قدرات كل جهة.
حتى المؤسسات الدولية، مثل البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، أبدت اهتمامًا بتمويل هذه المشاريع، وهو دليل واضح على ثقة العالم في جدية المملكة واستقرار بيئتها الاستثمارية.

استثمار في المستقبل

في النهاية، ما يجري اليوم لا يتعلق فقط ببناء خطوط قطارات جديدة، بل ببناء فكر اقتصادي جديد، يؤمن بأن التنمية لا يمكن أن تقوم على جهة واحدة فقط، بل على شراكة واسعة بين الدولة والقطاع الخاص.
إنها خطوة تعني المزيد من الكفاءة، والمزيد من الفرص، والمزيد من النمو المستدام.

السعودية لا تبني سككًا حديدية فقط — إنها تبني مستقبلًا متصلًا، واقتصادًا أكثر انفتاحًا، وفرصًا لا حدود لها.