ثورة في عالم الطاقة.. تويوتا تكشف ملامح جيل جديد من البطاريات الصلبة

تتحرك شركة تويوتا موتور اليابانية بخطى سريعة نحو مستقبل السيارات الكهربائية، بعدما أعلنت عن شراكة استراتيجية مع شركة سوميتومو ميتال ماينينغ لتطوير وإنتاج بطاريات الحالة الصلبة بالكامل، في خطوة يُتوقع أن تغيّر مشهد صناعة السيارات خلال السنوات المقبلة.
بطاريات الحالة الصلبة
ووفقاً لبيان مشترك صدر في 8 أكتوبر الجاري، يهدف التعاون إلى تحقيق الإنتاج التجاري الأول لبطاريات الحالة الصلبة في العالم، مع طرح أول سيارة كهربائية مزودة بهذه التقنية في عامي 2027 أو 2028.
وتعتمد البطاريات الجديدة على مادة كاثود مبتكرة عالية التحمل لم تُكشف تفاصيلها بعد، لكنها توفّر قدرة شحن أسرع وعمر تشغيل أطول من بطاريات الليثيوم التقليدية.
وتتميّز هذه التقنية بإلغاء السائل القابل للاشتعال المستخدم في البطاريات التقليدية، واستبداله بمادة صلبة، مما يقلل مخاطر الحريق ويرفع كثافة الطاقة، وهو ما يسمح للسيارات بالسير لمسافات أطول بنفس حجم البطارية.
تعاون طويل الأمد نحو الجيل الجديد
منذ عام 2021، تعمل تويوتا وسوميتومو على تطوير البطاريات الصلبة، ونجحتا مؤخرًا في ابتكار مادة كاثود متينة تعد العنصر الأساسي في التصميم الجديد.
ووفقًا لتصريحات نقلتها وكالة "رويترز"، من المقرر أن تبدأ سوميتومو إمداد المصنعين بهذه المادة بحلول عام 2028، مع منح الأولوية لشركة تويوتا.
سباق عالمي نحو التقنية المستقبلية
وتأتي هذه الخطوة ضمن سباق عالمي محموم لتطوير بطاريات الحالة الصلبة، إذ تعمل شركات مثل هوندا، ونيسان، وبي إم دبليو، وفولكسفاغن على أبحاث مماثلة بهدف تحسين أداء سياراتها الكهربائية.
وكانت هوندا قد أعلنت في وقت سابق أنها تطور بطارية قادرة على قطع 1000 كيلومتر بشحنة واحدة بحلول عام 2030، بينما كشفت شركة برو لوجيوم عن نموذج لبطارية خزفية يمكن شحنها من 5% إلى 60% خلال خمس دقائق فقط.
مستقبل السيارات الكهربائية
يرى خبراء الصناعة أن دخول تويوتا في مرحلة التصنيع التجريبي للبطاريات الصلبة يمثل نقطة تحول محورية في مسار التحول إلى السيارات الكهربائية، إذ تفتح هذه التقنية الباب أمام سيارات أكثر كفاءة وأمانًا وأطول مدى، وهو ما قد يعيد رسم خريطة المنافسة في قطاع السيارات العالمي خلال العقد المقبل.